سألني يوما أحد الوزراء في دولة كبري بالشرق الأقصي إن كنت أوافق أن يجلس معنا »إسرائيلي» علي مائدة مستديرة تناقش مشكلات الإعلام والصحافة؟.. وعندما وجد أن ردي هو الرفض القاطع.. قال : »بينكم وبينهم اتفاقية سلام».. فقلت له »نعم» ولكنها اتفاقية أجبرنا إسرائيل عليها بعد انتصاراتنا الساحقة في أكتوبر 1973.. واسترددنا بها باقي حقوقنا من احتلال سيناء.. فالمصري والعربي الأرض لديه مثل العرض.. ولأننا لا نفرط في ذرة رمل لصديق أو حتي شقيق استكملنا معركتنا الدبلوماسية بالتحكيم الدولي حتي استرددنا طابا و8 مناطق أخري. اندهش »الوزير» ومرافقوه وأنا أرسم خريطة الأراضي الفلسطينية.. وأحدد عليها حسب معلوماتي التي يفوقني فيها رجال السياسة مناطق الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية لنهر الأردن وهضبة الجولان السورية والقدس والمستوطنات الإسرائيلية بغزة في ذلك الوقت.. وقلت لهم عندما يسترد الفلسطينيون أرضهم وتصبح القدس عاصمة الدولة الفلسطينية.. وتعود الأوضاع إلي ما قبل 5 يونيو 67 يمكن أن يجلس معنا صحفي إسرائيلي علي المائدة. رغم ثقتي وتأكدي من عدم تنفيذ قرار ترامب »أحادي الجانب» بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية لها.. وتوقيعه علي القرار في »شو إعلامي» إلا أن ما حدث يجب ألا يمر مرور الكرام.. فالرئيس الأمريكي »أعطي ما لا يملك لمن لا يستحق».. فترامب لا يملك أرض القدس فهي »ملكية عربية» منذ قديم الأزل تجتمع فيها الديانات السماوية الثلاث اليهودية والمسيحية والإسلامية.. وحق من حقوق الفلسطينيين أبا عن جد.. وليست حقا لدولة صهيونية. أعجبني التحقيق الذي نشرته »الأخبار» الجمعة الماضية عن كيفية تحويل الشجب والإدانة إلي مواقف وأفعال ونفذه الزملاء بقسم التحقيقات الصحفية مخلص عبد الحي وإسلام الراجحي ومحمد العراقي وياسمين سامي تحت إشراف الصحفي الموهوب الدكتور أسامة السعيد. ف »المعترض الحنجوري» الذي يتصدر مشهد الوقفات الاحتجاجية والمظاهرات التي تحمل لوحات باللغة العربية لا يحل قضايا سياسية ودولية بهذا الحجم خاصة لأن تلك الوقفات تتحول إلي هتافات فارغة وإهانات للرموز.. وتنتهي بخراب وتدمير وحرق للأعلام ويعود كل »حنجوري» إلي بيته بعد انتهاء التمثيلية. لست ضد التعبير عن الرفض بالوقفات الاحتجاجية.. ولكن علينا أن نعرف لمن نوجه رسالتنا الإعلامية فإذا كانت للمواطن الاوروبي للضغط علي حكومته فيجب أن تكون اللوحات والهتافات بالإنجليزية والفرنسية والألمانية والإيطالية...الخ .. فالغربيون لا يقرأون العربية ويعتبرون حرق الأعلام من صنيع الهمج وغير المتحضرين. علينا في اعتراضنا أن نكون متحضرين.. فلماذا لا ترفع الجالية العربية والإسلامية في أمريكا قضايا لوقف قرار »ترامب»؟.. ونتبع أسلوب المقاطعة كما فعل الأزهر والكنيسة مع نائب الرئيس الأمريكي.. ونسير في الطريق الذي قادته مصر باللجوء لمجلس الأمن والامم المتحدة.. علينا أن نبدأ حملة إعلامية في دول العالم لتوضيح الحق الفلسطيني والعربي.. وقبل وبعد كل ذلك علي فتح وحماس إنهاء صراعهما والعمل معاً لصالح الفلسطينيين.