القراءة المتأنية للحادث الإرهابي الجبان الذي وقع في صحراء الواحات تلفت الانتباه إلي عدة ملاحظات مهمة، تستحق الاشارة إليها والتوقف عندها بالاهتمام والتدقيق، لعلنا نتبين ما تحمله في طياتها من دلالات تستحق أن توضع في الاعتبار. أولها دون شك التأكيد علي أن حربنا مع الإرهاب مستمرة لبعض الوقت، وعلينا أن نضع ذلك في اعتبارنا جميعا ودون استثناء، وجميعا هنا لا تعني الجيش والشرطة فقط، بل تعني الدولة كلها بشعبها وجيشها وشرطتها ومؤسساتها المدنية وعقولها المستنيرة ونخبتها الثقافية وقواها الناعمة. وثانيها.. هي اننا نخطئ في حق وطننا أولا وأنفسنا ثانيا، إذا غفلنا أو تناسينا ولو لبعض الوقت عن حقيقة أننا في مواجهة شرسة وحرب ممتدة مع قوي الشر وجماعة الإفك والإرهاب، التي تستهدف الدولة والشعب بالدمار والخراب، وتسعي بكل الجبن والخسة للنيل من أمن الوطن وأمان المواطن، وتعمل بكل الدناءة علي نشر الفوضي ووقف مسيرة البناء والتنمية. وثالثها.. إن جماعة الإرهاب وقوي الشر التي تدعمها يسعون الآن بكل الجهد لفتح جبهة حرب جديدة، يمارسون فيها جرائمهم ويجعلونها نقطة ارتكاز لعناصرهم الإجرامية، بعد أن فشلوا في تحقيق أهدافهم في شمال سيناء، في ظل الضربات المتلاحقة التي نالتهم من رجال الجيش. وتشير الدلائل بعد الحادث الإرهابي الأخير، إلي أن اختيارهم قد وقع علي صحراء الواحات لتكون مرتكزا لهم، متصورين أنها تتيح لهم حرية الحركة بعيدا عن عيون الجيش والأمن، ونظرا لقربها من الحدود الليبية حيث يتجمعون الآن ويحشدون الميليشيات الإرهابية، ويقومون علي تدريبها وتسليحها تمهيدا للدفع بها إلي مصر، حيث المعركة الكبري التي تصورها لهم أوهامهم المريضة ومخططاتهم السوداء. وكل ذلك يقودنا إلي حقيقة أننا لا نملك رفاهية الركون إلي الراحة أو الغفلة أو غيبة الحذر وغياب اليقظة ولو لبعض الوقت،...، وأن علينا أن نكون دائما في قمة اليقظة والتنبه والحذر والاستعداد لاحباط مؤامراتهم وجرائمهم،...، وأن نقف جميعا يدا واحدة وقلبا واحدا داعمين ومساندين لقواتنا المسلحة وشرطتنا الباسلة في هذه الحرب وتلك المواجهة.