أصبحت قضية القنوات البحرية والطرق البرية من أهم عناصر التنافس الإقليمي والدولي، حيث تسعي الدول إلي تشكيل ممرات وطرق خاصة تتحكم فيها، لذلك وجدنا الفريق مهاب مميش رئيس هيئة القناة يسافر إلي ألمانيا علي رأس وفد من المسئولين عن تنمية محور قناة السويس بهدف جذب الشركات الألمانية للمنطقة الاقتصادية والتعاون في مجال النقل البحري واللوجيستي وتطوير الموانيء وأسفرت المفاوضات عن توقيع 5 اتفاقيات والإعلان عن دخول ميناء شرق بورسعيد خريطة المنافسة العالمية وعودة شركة مرسيدس لمصر. إن قناة السويس المصرية تستحوذ علي 7٪ من حركة التجارة العالمية نظرا لموقعها الجغرافي المتميز وأهميتها الاستراتيجية والاقتصادية، إلا أنه ظهرت مؤخرا مشاريع لطرق جديدة، وإعادة إحياء الطرق القديمة الأمر الذي يشكل منافسة وتأثيراً سلبياً علي القناة المصرية.. وقد كشفت صحيفة الصين ديلي العام الماضي عن أن الاحتباس الحراري أذاب الجليد في القطب الشمالي وفتح الممر الشمالي المار عبر المحيط المتجمد الشمالي.. لذلك قامت الصين بدعم روسي بحفر قناة بين المحيطين الهادي والأطلسي عبر نيكاراجوا لكسر هيمنة أمريكا علي قناة بنما.. والقناة الجديدة يبلغ طولها 278 كيلومترا وعرضها 230 كيلومترا وعمق 27.6 متر بتكلفة 50 مليار دولار.. وتهدف إلي اختصار زمن الرحلة لأوروبا وتوفير التكاليف.. وتمت التجربة بعبور عدد محدود جداً.. لكن المسئولين في مصر يقللون من أهمية تلك القناة وتأثيرها علينا خاصة نتيجة للمخاطر التي ستواجه السفن خلال فصل الشتاء.. ولم تمر به سوي 71 سفينة عام 2013 وهو لا يقارن بعبور 17 ألف سفينة في قناة السويس. ورغم التحديات والإعلان عن مشروعات أخري في الشرق الأوسط إسرائيلية، وخطوط سكك حديدية عملاقة إلا أن مصر تعتزم زيادة الرسوم، وفي الوقت نفسه منح مزايا للناقلات العابرة للقناة ترانزيت معتمدة في ذلك علي صعوبة المرور في الممر الشمالي خاصة بعد أن دعمت قناة السويس قدراتها بالقناة الجديدة التي ساهمت في تقليل ساعات الانتظار واختصار ساعات الرحلة كثيرا بالمقارنة لما كانت عليه من قبل وعودة حالة التجارة العالمية للنشاط. وفي الوقت نفسه تراقب مصر ما يحدث حولها بعد التأكد أن العالم علي أعتاب رسم خريطة عالمية جديدة للتجارة والاقتصاد، خاصة بعد أن أعلنت الصين استراتيجيتها بمبادرة شعار حزام واحد يربط بينها ودول العالم، وذلك عن طريق محورين رئيسيين هما الحزام الاقتصادي لطريق الحرير، وطريق الحرير البحري، الذي يمر عبر 100 دولة.. لذلك كان حرص الرئيس عبدالفتاح السيسي علي أن يكون لمصر نصيبها في تلك الكعكة بمشاركته في مؤتمر »البريكس» في بكين، والانضمام لهذه المبادرة. والمتابع للتغيرات العالمية وجهود الدول للنهوض باقتصادياتها وتنمية قدراتها من أجل رفاهية شعوبها يجد أن الصين تستهدف خلال العامين القادمين التفوق لبلوغ المرتبة الأولي قبل الولاياتالمتحدةالأمريكية، وذلك ثمار خطط الإصلاح الاقتصادي علي مدار 40 عاما حققت خلالها الصين الانضباط في زيادة معدلات المواليد، بحيث لا يزيد معدل الإنجاب عن طفل واحد، والأسرة التي تخالف يتم نقل زوجها إلي مكان بعيد.. وفي الوقت نفسه حولت الصين طاقاتها البشرية الضخمة إلي طاقات إنتاجية في كل بيت حتي لا تعيش الأسرة عالة علي الدولة. وتستهدف الصين في خطتها 2020 زيادة تجارتها مع الاتحاد الأوروبي إلي ما يقرب من 559 مليار دولار، ودول جنوب شرق آسيا 443 مليار دولار، والشرق الأوسط 257 مليار دولار، ومع أفريقيا 192 مليار دولار، وتمثل المناطق الأربع أكثر من ثلث تجارة العالم. مصر والطريق الجديد الأسبوع القادم.