هل سأل أحد نفسه أين توجد الشياطين؟ الشياطين لا توجد علي أبواب الخمارات، ولا علي أبواب نوادي القمار، ولا علي أبواب البيوت التي تدار للأعمال المنافية للآداب. والسبب ببساطة أن مريدي هذه الأماكن تشيطنوا بالفعل، ولا يحتاجون إلي شياطين يوسوسون لهم لكي يرتكبوا الموبقات، وبالتالي فالشياطين يكثفون جهودهم في الأماكن التي يرتادها الصالحون، كي يثنوهم عن ممارسة الشعائر، فسهو المصلين أثناء أداء الصلاة من عمل الشياطين، ويأمرنا الله سبحانه وتعالي أن نستعيذ به من الشيطان الرچيم قبل قراءة القرآن في قوله تعالي في سورة النحل آية "98" (فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ) صدق الله العظيم والإخوان كالشياطين لا تراهم في أي مكان خَرِب، ولا في مؤسسة منهارة، ولا في مجتمع مفكك، ولا في جماعة بليدة ولا في أي موقع فاسد. تراهم في المجتمعات العمرانية كي يحاولوا أن يخربوها، أو في مؤسسة رابحة ليجعلوها خاسرة ومنهارة، أو في مجتمع مترابط كي يفككوه، أو في جماعة ناجحة كي يجعلوها فاشلة، أو في موقع صالح ليفسدوا فيه. وأقرب نموذج لممارسات الإخوان ما حدث في شركة غزل المحلة العريقة.. فالشركة عانت لسنوات من الإهمال والنسيان الحكومي، وعندما بدأت خطة إصلاح شركات قطاع الأعمال- ومنها شركة غزل المحلة- تؤتي ثمارها، وبدأ تحديث الماكينات، وانخفضت خسائر الشركة بقيمة 200 مليون جنيه، بعد زيادة حجم المبيعات وصفقات التصدير، بالإضافة إلي ميزانية جديدة للعام المالي الحالي تستهدف خفض الخسائر إلي 300 مليون جنيه.. بعد كل ذلك تحرك "إخوان الشياطين" الذين كانوا يحتلون مصر عاما كاملا والذين فشلوا في إصلاح هذه الشركة وكل الشركات، وبدأوا في تنفيذ خطة تستهدف وقف نجاح هذه الشركة؛ فحرضوا العمال علي الإضراب، وخلقوا حالة من عدم الرضا بين العمال، وحرضوهم علي المطالبة بحقوق ليست من حقوقهم، ونشروا بينهم دعوة الإضراب للي ذراع الدولة للخضوع لمطالبهم، من منطلق أن الإضراب حق من حقوقهم أيضا، وهي كلمة حق يراد بها باطل، فالإخوان يعلمون جيدا، "وحاسبينها" أن الإضراب يعني توقف الماكينات، وتوقف الإنتاج، وخسارة يومية 3 ملايين جنيه تضاف إلي خسائر الشركة، وبعد توقف دام 14 يوما وخسائر 42 مليون جنيه، تنبه العمال، وعادوا إلي ماكيناتهم. • • • هدف الإخوان الحقيقي والأعظم لم يكن طبعا وقف العمل بشركة الغزل، ولكنهم كانوا يهدفون إلي كسر هيبة الدولة إذا ما استجابت الحكومة لمطالب العمال التي لا حق لهم فيها.. والخطوة التالية هي تكرار التجربة في باقي شركات ومصانع قطاع الأعمال مطبقين نظرية الأواني المستطرقة، لتعم الفوضي، وتفشل خطة إصلاح الشركات والمصانع، ويزيد العجز، وينتشر الفقر وتنهار الدولة. هذا هو هدف الإخوان: ضياع مصر، وإفشال جهد المصريين، فخطة العنف لم تنجح، والتخريب لم يأت بنتيجة، والقتل زاد من صلابة وتحدي المصريين. إنهم يحاولون إعادة ما كانوا يفعلونه بعد ثورة 25 يناير، التحريض علي المظاهرات والإضرابات من أجل المطالب الفئوية. • • ظني أن وعي المصريين وإصرارهم علي تحقيق هدفهم، وانتماءهم وولاءهم للبلد، سيكسر كل محاولات الإخوان الشياطين. وإذا كان القرآن يحرق الشياطين فالنجاح يحرق الإخوان تعالوا جميعا نستعيذ بالله ثم بالنجاح من الإخوان، كما نستعيذ بالله ثم بالقرآن من الشياطين.. آخر كلمة بيننا أناس أحسبهم من سلالة من أوعز لإبليس ألا يسجد لآدم.