محفوظ عبد الرحمن... لا أوافق القائلين، بأن موهبة يوسف أدريس بظلها الوارف حجبت مواهب كثيرة، وظلمت جيلا طويلا من المبدعين (سليمان فياض، أبو المعاطي أبو النجا، صبري موسي، يوسف الشاروني، عبد الله الطوخي.. ومن بينهم أيضا محفوظ عبد الرحمن)!!... صحيح أن محفوظ عبد الرحمن كتب روايتين (اليوم الثامن) و(نداء المعصومة) ومجموعتين قصصيتين (البحث عن المجهول) و(أربعة فصول شتاء) لم يحققا النجاح المنشود.. وصحيح أنه كتب العديد من المسرحيات (حفلة علي الخاذوق، عريس لبنت السلطان، الحامي والحرامي، كوكب الفيران، السندباد البحري).. لكن حضوره الأهم هو كتابة الأعمال الدرامية، وإبداع المسلسلات التاريخية، التي شكلت علامة فارقة في تاريخ الدراما التليفزيونية.. تماما كأسامة أنور عكاشة لم يتميز في كتابة الرواية، ولا في كتابة المسرح رغم إبداعه الفارق في الدراما التليفزيونية... محفوظ عبد الرحمن لم يظلمه أحد، حين أنصف نفسه بإبداع أضاء وأثمر خلال أكثر من 20 عملا دراميا للتليفزيون... عندما كتب مسلسل(أم كلثوم) إخراج إنعام محمد علي 1999، ساهم فعليا في تشكيل (العروبة الثقافية الشعبية) بتعبيره.. كان الشارع العربي يبدو خاليا، حين يتابع الجميع أحداث المسلسل... وحين كتب سيناريو وحوار فيلم (ناصر 56) إخراج محمد فاضل 1996 كان تصفيق الجمهور في قاعات السينما يقاطع حوار المشاهد طوال الفيلم.. وكان يوما واحدا في تاريخ مصر، يوم تأميم القناة، كافيا ليكتب محفوظ عبد الرحمن ملحمة الإرادة والوطنية.. أعطي محفوظ عبد الرحمن أهمية خاصة للكتابة التاريخية، ليس بصفته دارساً للتاريخ (تخرج من قسم التاريخ بكلية آداب القاهرة).. لكن من زاوية انتمائه الوطني، وصيانة الذاكرة والدفاع عن الهوية المصرية.. وكانت (بوابة الحلواني) بأجزائها الأربعة، صفحة ناصعة، رصد خلالها محفوظ عبد الرحمن بالتوثيق والتسجيل والإبداع قصة الخديو إسماعيل وملحمة حفر قناة السويس.