من الضروري واللازم أن ندرك دائما وأبدا، حتمية العلاقات المتينة والمتطورة مع الدول الافريقية الشقيقة بصفة عامة، ودول الجوار الافريقي ودول حوض النيل علي وجه الخصوص. تلك قضية بالغة الاهمية بالنسبة لمصر، ومن المفترض بل اللازم أن تكون في مقدمة الأولويات بالنسبة لسياستنا الخارجية، نظرا لكونها أحد الاركان الاساسية للأمن القومي لمصر، منذ نشأة وقيام الدولة المصرية علي ضغاف النيل في الشمال الشرقي لافريقيا. وفي هذا السياق علينا التحرك والعمل في ضوء الحقيقة التي تؤكد أن علاقات الدول لاتقوم علي الأمنيات الطيبة والنوايا الحسنة فقط، ولكنها تقوم بجوار ذلك ومن قبله وبعده علي المصالح المشتركة والمنافع المتبادلة التي تدعم العلاقات وتقويها وتحولها الي واقع ملموس علي الأرض. والعلاقات المصرية الافريقية ليست خارج هذا السياق وتلك الحقيقة، بل هي في قلبهما، ولذا فإنها تحتاج منا الي جهد متواصل وعمل مكثف لدعمها وتقويتها، كي تقوم علي أسس سليمة وواقعية من الروابط والمصالح الاقتصادية والتجارية المتبادلة والمشروعات المشتركة في أطر واضحة ومحددة المعالم والاتجاهات. من هنا تأتي الأهمية الكبيرة للجولة الافريقية التي يقوم بها الرئيس السيسي الآن، والتي تشمل اربع دول هي تنزانيا ورواندا والجابون وتشاد، في إطار انفتاح مصر علي القارة وحرصها علي تعزيز علاقاتها مع الدول الشقيقة في جميع المجالات ودعم التعاون المشترك علي جميع الاصعدة والتنسيق حول جميع القضايا الاقليمية والدولية. والموضوعية تقتضي أن نؤكد علي سلامة وصحة التحرك المصري علي الساحة الافريقية، ومايتسم به من ايجابية ووعي شديدين منذ ثورة الثلاثين من يونيو. وحتي الآن، في ضوء الحرص البالغ من الرئيس السيسي علي دعم وتقوية للعلاقات المصرية الافريقية في كل المجالات. »وللحديث بقية»