في 1988 عندما زار الرئيس الأمريكي رونالد ريجان موسكو، حرص علي زيارة مترو الأنفاق، ووصفه بأنه(أعجوبة من عجائب الزمن)!..وبالفعل محطات مترو موسكو هي أكثر محطات العالم جمالا، وهي أكثرهم ازدحاما أيضا (9 ملايين راكب يوميا)!!..ليست محطة واحدة، لكن 197 محطة علي طول الطريق، المتفرع إلي 12 خطا يغطي موسكو كلها.. مترو موسكو يسمونه (قصر الشعب) أو (متحف الشعب) وهو كذلك بالفعل من حيث الجمال والفخامة والثراء المعماري والإبداع الفني.. لكل محطة خصوصيتها الجمالية والفنية وألوانها المميزة، لكنهم يشتركون في الأسقف العالية والقباب والأعمدة الرخامية والتماثيل والجداريات المصورة لتاريخ وانتصارات المدينة.. مترو موسكو أنشئ 1935 بعد مترو أنفاق لندن ومترو أنفاق طوكيو، لكنه احتفظ منذ البداية بقيم جمالية خاصة، وتنوع فني باختلاف الفنانين الذين شاركوا في تصميم محطاته، وباختلاف الرؤي من عصر إلي عصر.. في البداية أيام حكم »ستالين» تميزت محطات المترو بالفخامة والثراء والبذخ في استخدام الرخام متعدد الألوان والزجاج الملون والفسيفساء وجماليات العمارة البيزنطية خاصة في استخدام القباب.. بينما في عصر »خرشوف» حرص الفنانون (في تصميم المحطات الجديدة) علي الواقعية تماما، رؤي جمالية بسيطة، دون فخامة ودون زخارف وحليات وتماثيل كثيرة.. وفي العصور الحديثة كانت توسعات المترو، تعتمد تصميمات حداثية مبهرة، مع المحافظة علي الرؤية الإبداعية... مترو موسكو الأجمل في العالم، لكن هناك أيضا محطات مترو(استوكهلم) في السويد، عبارة عن معارض تشكيلية ممتدة... محطة مترو (تايوان) بتصميمها الزجاجي الملون، والرسومات المبدعة التي تغطي الأسطح والسقف الزجاجي الضخم، عمل جمالي مبهر.. وهناك أيضا محطات مترو (شنغهاي) و(نيويورك) و(باريس) و(إيطاليا) أماكن للفن والجمال...هذا هو الوعي الذي يحيل الجمال إلي نمط في حياة المواطن، يعتاده ويسكنه ويعيشه ويمارسه أيضا.. دون حاجة إلي نصائح بأن يفعل ولا يفعل، ودون حاجة إلي وعاظ وأكشاك فتوي وملاحقة للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر!