كل الحقائق الجارية علي أرض الواقع تحتم علينا أن ندرك باليقين، أن معركتنا مع الجماعة الإرهابية وعصابات الضلال والقتل والتفجير المنبثقة عنها مازالت قائمة ومشتعلة، في ظل مواجهتنا القوية لمحاولاتهم الإجرامية لنشر الفوضي والدمار بالبلاد وإشاعة اليأس والاحباط في نفوس المواطنين سعيا لهز الاستقرار ووقف مسيرة التنمية والاصلاح. ويخطئ من يتصور أن ما نخوضه الآن هو معركة محدودة الزمان والمكان مع فلول الجماعة الإرهابية، التي فقدت عقلها وجن جنونها بعد رفض الشعب لها وتخلصه من حكمها وسيطرتها علي البلاد، فراحت تقتل وتدمر وتتآمر مع قوي الشر ضد مصر وشعبها. والقراءة الموضوعية للواقع الحالي تؤكد بوضوح اننا نخوض حربا شرسة علي جميع المستويات، دفاعا عن بقاء الدولة المصرية والحفاظ علي اعمدتها الرئيسية ومؤسساتها الأساسية، في نفس الوقت الذي نخوض فيها حربا لا هوادة فيها من أجل البناء والتنمية والتعمير، نعيد فيها بناء وإقامة وتجديد البنية الأساسية، بعد أن انهارت وتآكلت خلال السنوات الماضية. ودون مبالغة فإن ما نقوم به الآن ليس مجرد تحديث للبنية الأساسية، في الطرق والكباري والكهرباء والطاقة والمياه والصرف الصحي والنقل والمواصلات والاسكان والصحة والتعليم وغيرها،...، بل هو إقامة وانشاء بنية أساسية جديدة ومتكاملة وحديثة، في إطار المشروع الوطني لإقامة وبناء مصر الجديدة علي أساس سليم، يؤدي لاقامة الدولة المدنية الديمقراطية الحديثة والقوية التي نسعي إليها. أي اننا نخوض الآن حربين أو معركتين في ذات الوقت،...، حرب التصدي للإرهاب وحرب البناء، وكلتا الحربين تحتاجان لقوة الإرادة ووحدة الصف والعمل المخلص والتصميم علي النصر القادم بإذن الله.