أحسب أننا لا نحتاج الآن إلي التذكير بوجود آمال عريضة تراود عامة المواطنين وخاصتهم، في أن يأتي يوم قريب نري فيه التحقق الشامل والحاسم للعدالة الناجزة، في جميع القضايا والجرائم الإرهابية الدموية البشعة والخسيسة، التي ارتكبت ضد مصر وشعبها طوال السنوات الثلاث الماضية، وما سبقتها، والتي مازالت ترتكب حتي الآن. واحسب أيضا أنه لا خلاف بيننا جميعا علي أهمية وضرورة أن نري هذا الأمل متحققا علي أرض الواقع، بما يؤدي إلي شفاء النفوس المكلومة في فقد الأبناء والأخوة والأحبة علي يد الإرهابيين الكارهين لمصر وشعبها والكارهين للحياة ذاتها بكل صورها وأشكالها. ولاشك أنه من المستحيل علينا جميعا أن ننسي، ذلك الكم الكبير من الجرائم البشعة، التي ارتكبتها عصابات القتل والإرهاب وجماعة الإفك والتكفير والضلال، والتي فقدنا خلالها العديد من الشهداء الأبرار من أبطال الجيش والشرطة، ومن المواطنين الآمنين ومن الأهل والأصدقاء في سيناء أو القاهرة أو الإسكندرية، أو طنطا أو غيرها من المحافظات. ورغم بشاعة تلك الجرائم وبالرغم من كونها دليلا حيا علي المستوي الاجرامي المتدني الذي وصلت إليه هذه الفئة الباغية والضالة، إلا أن غالبية هذه الجرائم مازالت منظورة أمام القضاء، ويتم تداولها في المحاكم شهرا بعد شهر وعاما بعد عام، ولم يتم الوصول فيها إلي الحكم البات والنهائي بعد، ولم يتم فيها القصاص العادل حتي الآن. ونحن في ذلك لا نطالب بسرعة القضاء والحكم دون استيفاء لكل مقتضيات العدالة أو دون جلاء الحق،...، ولكننا نطالب بالقصاص العادل والناجز دون اغفال أو هدر لحقوق المتهمين،...، ولكن دون إبطاء يتآكل معه الاحساس بالعدل تحت وقع مرور الوقت وتعاقب السنين دون قصاص عادل وناجز.