اتجهت أنظار العالم يوم الجمعة الماضي إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية لمتابعة مراسم تنصيب الرئيس الجديد دونالد ترمب الذي فاز بالانتخابات التي أجريت الثلاثاء 8 نوفمبر 2016 والتي حددت الرئيس الخامس والأربعين للبلاد وتسلم الرئيس الأمريكي المنتخب سلطاته وسط أنظار العالم انتظار لما ستشهده الأيام والشهور القادمة من تنفيذ وعوده التى تضمنها برنامجه الذى تم اعداده بدقة من خلال فريق معاونيه والذى استقر في المكتب البيضاوي قبيل تسلم سلطاته. ومن الملفت للنظر اجماع عدد كبير من المراقبين والمحللين السياسيين فى مختلف دول العالم على أن ترامب رئيس جديد تماما لا يشبه أحدا من أسلافه فما قاله إبان حملته الانتخابية وفي تغريداته لا يساعد على استخلاص ملامح واضحة لسياسة متكاملة لكن وعوده فى خطاب التنصيب اتسمت بالآمال العريضة والرؤى الواضحة التى وضعت مصالح الدولة الأمريكية فى المقام الأول وهو ما يعنى أن تصريحاته التى أطلقها أثنا حملته الانتخابية لم تكن دليلا على سياسته الجديدة. وأعتقد أنه فيما يخص العلاقات المصرية الامريكية التى اتسمت بالتوتر خلال سنوات حكم الرئيس أوباما فهناك اشارات واضحة على حدوث تقارب وتحسن كبير فى هذه العلاقات فى عهد الرئيس الجديد ترامب الذى أبدى أثناء حملته الانتخابية اشارات ايجابية تجاه النظام السياسى المصرى ففي معرض حديثه عن تنامي خطر الإسلام الراديكالي في المنطقة أكد علي محورية دور الجيش المصري في إنقاذ مصر من براثن هذا الخطر في إشارة إلى إسقاط حكم الإخوان في يوليو 2013 وكان اللقاء الودي الذي جمع الرئيس عبد الفتاح السيسي بالمرشح الرئاسي دونالد ترامب آنذاك في سبتمبر الماضي على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك دليلا ايجابيا على انه ستكون هناك نقلة نوعية فى العلاقات الثنائية بين البلدين لذلك ووفقا للمعطيات الجديدة فمن المرجح أن تسود علاقات التعاون بين مصر والولاياتالمتحدة خلال فترة حكم الرئيس ترامب. وعلى الرغم من أن ملفات منطقة الشرق الأوسط كانت الأقل حظاً بين دعاية ترامب الانتخابية ولم يفرد لها مساحة كبيرة الا أن حديثه عن تنامي خطر التطرف الاسلامى ووعوده بالقضاء عليه يؤكد عزمه على محاربة الارهاب واجتثاث جذور تنظيم "داعش" وذلك في إطار تحميل أوباما وهيلارى كلينتون مسئولية هذه الأوضاع المتدهورة فى دول المنطقة العربية لكن التساؤل الأهم هو هل تنفصل رؤية ترامب السياسة المحتملة حيال المنطقة عن حزبه الجمهورى الذي يمتلك رؤسائه خبرات سلبية تجاه منطقة الشرق الأوسط ؟ وهل يتمكن من الخروج من عبائة حزبه؟ لذلك لايمكن لأحد التكهن بمعالم السياسة الخارجية للادارة الامريكية الجديدة فى عهد ترامب خاصة وأنه لم يتحدث فيها بشكل واسع وأطلق العنان لنفسه بتصريحات قوية ووعود براقة فيما يتعلق بقضايا الشرق الأوسط ففي الوقت الذي أعلن فيه تأييده المطلق لإسرائيل بل ووعوده بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب الى القدس الا أنه رفض فكرة توحيد المدينة وألقي عليها مسئولية غياب السلام فى المنطقة ومن الأفضل الانتظار لرصد المائة يوم الأولى للبدء في رسم احتمالات التغير الذى يمكن أن يطرأ على سياسة الولاياتالمتحدة من حيث التعاون أو سياسات حصر الأضرار أو ترتيب التعايش .