أحال جهاز حماية المستهلك ثمانية قنوات تليفزيونية للنيابة لترويجهم لمراكز صيانة غير معتمدة، كما أحال قناتين آخريين لبثهم إعلانات عن أعمال الدجل والشعوذة. هذا أمر طيب تأخر طويلا، وكانت نتيجته المساعدة في النصب والاحتيال، واشاعة الجهل وتسليم عقول المواطنين لمحترفي الشعوذة. لكن السؤال المهم هو: وأين المحرضون علي العنف والناشرين لأفكار الكراهية وتكفير المجتمع، وخداع الناس (وخاصة الشباب) باسم الدين الحنيف ليقسموا المجتمع وينشروا الفتنة ويدعوا للعنف والتعصب ضد »الآخرين» جميعا، باعتبار أنهم وحدهم من يعرفون دين الله، وأن الكل سواهم كافر أثيم؟! المتهم بذبح المواطن السكندري لمعي يوسف أحيل للمحاكمة بتهمة القتل العمد، هو جاهل لا يقرأ ولا يكتب ومع ذلك ذهب ليذبح مواطنا مسالما لانه أقتنع بأن الضحية لا يقيم حدود الله، وبأنه منتدب لمعاقبته علي ذلك!! أحيل المتهم للمحاكمة وحده!!.. فأين من أقنعه مستغلا جهله؟ وأين من حرضه علي جريمته؟ وما النتائج المتوقعة من ترك المحرضين يرتدون زي العارفين بأحكام الدين، وينشرون الكراهية والتعصب، ويحرضون الناس علي القتل، ويحولون ضحاياهم إلي قنابل موقوته تنفجر في وجه المجتمع ويسممون الأرض والهواء بالكراهية والتعصب، ويدفعون لعالم الإرهاب بمدد لا ينقطع؟! الفكر الضال نواجهه بتقديم الصورة الصحيحة للاسلام دينا للرحمة والتسامح. ونواجهه بما أمر به الدين من احترام العقل والدعوة للفكر والإبداع. ونواجهه بثورة في التعليم والثقافة، وبتجديد حقيقي للفكر الديني وليس للخطاب الديني فقط. لكن التحريض علي القتل، والدعوة للعنف والإرهاب لابد من مواجهته بالقانون. المحاكمة العادلة والسريعة لمن ذبح مواطن الإسكندرية تحقيق للعدالة المطلوبة. لكن الأهم ان نري معه في قفص الاتهام والمحاكمة.. من حرضه علي القتل لينال نفس العقاب. وإلا فإن مصنع الكراهية والإرهاب سوف يواصل الانتاج!!