بالله عليكم لما أعرف أن قاتل المرحومة » نيفين لطفي » كان يعمل موظف أمن في نفس الكومباوند الذي كانت تسكنه. وقبل الحادث بأيام فصلته إدارة الشركة بعد أن علمت أنه صاحب سوابق.. ألا يدعوني هذا إلي التساؤل.. كيف التحق هذا القاتل بهذا العمل مع أن الوظيفة تشترط حسن السير والسلوك؟! الشركة أمام القانون مسئولة لأنها أتاحت للقاتل فرصة التعرف علي ظروف القتيلة حتي ولو عمل فيها يوماً واحداً.. المهم عرف أنها تقيم بمفردها في فيلا ضخمة وتعمل مديرة لبنك كبير يعني عندها فلوس.. وطبعا فصله من عمله لم يمنعه من الوصول إليها لأن الطرق الموصلة إليها داخل الكومباوند ليست غريبة عليه.. - الذي أعرفه أن أغلبية شركات الأمن تستعين بأي أشخاص دون أن تدقق في السيرة الذاتية لأنها لا تجد إقبالا علي وظيفة موظف الأمن بسبب الأجور المتدنية جدا لهذه الوظيفة.. تخيلوا أن الشركة تتقاضي من اتحاد الملاك سواء كان لعمارة أو مجمع سكني أجرا عن فرد الأمن ما يقرب من 2000 جنيه عن الشخص الواحد، وتدفع هي لمن يشغل هذه الوظيفة ما بين 900 جنيه إلي 1000 جنيه عن عمل 12 ساعة.. ومن الطبيعي لا يقبل علي هذه الوظيفة إلا الذين » اتقفلت الدنيا في وجوههم ولم يجدوا عملا » يعني قبلوها علي مضض وعلي أمل مساعدة السكان لهم.. ولذلك تجد أغلبية العاملين في وظيفة الأمن من أصحاب المعاشات أو الهربانين من تنفيذ أحكام.. لا خبرة لهم لا في الحريق ولا في تأمين الأسانسيرات، لو ساكن تعطل به الأسانسير في عمارة موظف الأمن يحتاس في إنقاذه.. ولو حدث ماس كهربائي في شقة يفقد موظف الأمن أعصابه إلي أن يستدعي السكان رجال الإطفاء.. يعني بالعربي الصريح موظف الأمن معذور جدا بعد أن وجد نفسه يقوم بعمل البواب بمسمي شيك حبتين.. للأسف أجهزة الأمن بوزارة الداخلية تجاهلت هذه الشريحة مع أنهم مهمون لها في جمع المعلومات وخاصة عن الشقق المفروشة، ومعظم الجرائم عادة لا تأتي إلا من الشقق المفروشة.. صحيح أن القانون يجبر صاحب الشقة المفروشة بإخطار قسم الشرطة عن المستأجر وبياناته وللأسف هناك تسيب وتكاسل من أصحاب الشقق. ورغم الجرائم التي تكتشف في بعض الشقق لم نسمع أن صاحب شقة أُحيل للمحاكمة.. لذلك أري الاستفادة من موظفي الأمن بشرط أن نتعامل مع الواحد منهم بشيء من الرحمة والشفقة.. فهناك سكان يتعاملون معهم بغلظة وكبرياء، مع أنهم في حاجة إلي من يحنو عليهم.. أكيد بين موظفي الأمن رجال يتمتعون بحسن السلوك وليسوا من عينة المجرم إياه الذي كان يراقب أرملة ضعيفة.. يعرف أنها لا تستطيع أن تدافع عن نفسها فناولها عدة طعنات وقد هانت عليه نفسه وهو يراها تترنح أمامه لتسقط في بركة دم.. وقد ماتت الإنسانية فيه ثم يغلق باب غرفتها عليها بمفتاح حتي لا يسمع أحد أنينها.. فعلا الاحتياج لزيادة الدخل وضع شريحة من الفقراء في هذه المهنة للعمل في خدمة أسر ميسورة الحال.. القانعون منهم يحمدون الله علي وضعهم.. والمتمردون علي حياتهم يرصدون الأثرياء فيهم.. لذلك أصبح مطلوبا منك أن تتعامل مع هذه الشريحة بذكاء لأن من بينهم شرفاء محتاجين لمساعدتك.. وقد يكون من بينهم من هم علي استعداد أن يغسلوا لك سيارتك مقابل أن ترد عليهم التحية.. المهم إلا تتعامل معهم بغطرسة وفي الوقت نفسه ليس مطلوبا منك أن تصادقهم لكن المطلوب أن تحترمهم.. لا تتوقع أن يكونوا من أصحاب العضلات أو أن أحدهم يستطيع وحده أن يقبض علي لص.. فهم ديكور يفتحون لك باب الأسانسير.. وعندما تحدث مواجهة بينهم وبين لص داخل العمارة.. أول من يفلت بجلده هو موظف الأمن لأنه ليس علي استعداد لأي إصابة.. فهم يعرفون جيدا أن شركتهم لن تعوضهم ولن تعالجهم لأنه غير مؤمن عليهم.. سألت مسئولا أمنيا كيف تعمل شركات الأمن » النص كم » أي التي تبيع موظف الأمن للعمارة بنصف القيمة التي تحصل عليها من إدارة العمارة.. قال لي: إن هذه الشركات تعمل بقانون بير السلم.. يعني لا يوجد قانون ينظم عمل شركات الأمن إلا لأربع فقط من الشركات العملاقة وهي » كير سيرفيس » وهي أول شركة أمن ظهرت علي الخريطة في ظل سياسة الانفتاح أيام المرحوم السادات ثم شركة أمن تتبع جهة سيادية اسمها » كوين سرفيس » وقد ظهرت هذه الشركة لتأمين مترو الأنفاق والمؤسسات العملاقة، ثم شركة »جروب فور» وهي شركة انجليزية مصرية للبنوك وحمل الأموال والسفارات ثم شركة » فالكون » وقد بدأت ب600 موظف أمن ثم أصبح لديها 12000 موظف، وتتولي حراسة المطارات والجامعات والسفارات وبعض البنوك الدولية.. فيما عدا ذلك انسي إن عندنا شركات أمن بالمعني المطلوب.. ولا أعرف لماذا لا تستفيد الداخلية من القانون الذي أعطاها حق تكوين شركات أمن متخصصة علي الأقل تستفيد من خبرة الضباط المحالين إلي المعاش وتستطيع الاستفادة من هذه الشركات في مكافحة الإرهاب؟! سؤال أخير.. من الذي سيحاسب علي خروج قاتل نيفين لطفي بسيارتها المرسيدس من البوابة الرئيسية مع أن سائقها الوحيد المفروض معروف للبوابة.. أكيد هذا المجرم له شركاء.. والا أيه رأيكم؟!