ربما جانبه الصواب محافظ القليوبية السابق، حين قرر إطلاق اسم (فاتن حمامة) علي مدرسة ترسا الإعدادية للتعليم الأساسي بقرية ترسا، التابعة لمركز طوخ العام الماضي.. فلم يكن هناك مبرر لتغيير اسم القرية أو اسم المدرسة، لا فاتن حمامة ابنة القرية، ولا ابنة المحافظة، ولا اسم المدرسة الأصلي يستدعي التغيير... لكن بالتأكيد أيضا أن (القرار الخاطئ) لا يبرر كل هذا الغضب من أهالي القرية، والوقفات الاحتجاجية، والدعوي القضائية التي قاموا برفعها، لإلغاء قرار المحافظ السابق، وهو ما كان لهم.. وصدر بالفعل حكم محكمة القضاء الإداري بالقليوبية، بإلغاء إطلاق اسم فاتن حمامة من فوق المدرسة، وعودة اسم ترسا الإعدادية... المشهد مؤسف للغاية، ليس بسبب عودة الاسم القديم للمدرسة، وليس بسبب الحكم برفع اسم فاتن حمامة عن المدرسة... لكن المؤسف هو الأسباب التي دفعت أهالي القرية للإحتجاج ورفض الاسم، ورفع الدعوي القضائية.. المؤسف هو التعريض بسيدة الشاشة العربية (إحدي العلامات المضيئة في حياتنا الفنية)... فمن وجهة نظرهم لا يليق ولا يجوز وضع اسم (فنانة) علي مدرسة!!.. وهو مخالف للعرف الذي جري بإطلاق أسماء العلماء والأدباء والسياسيين، وأسماء شهداء الوطن علي المدارس، لا إطلاق أسماء الفنانين(!!)... كما أن اسم فاتن حمامة لا يليق ويستدعي الخجل، كما قالت فتاة من القرية ببرنامج العاشرة مساء (أنا أتكسف أقول حمامة)!! قرية بأكملها تحارب اسم الفنان (صحيح هم يدافعون بالأساس علي بقاء اسم قريتهم).. لكن في احتجاجهم وغضبهم تعريض جارح بمعني وقيمة الفن نفسه، حين تضعه في مرتبة أدني وأقل.. رؤية سلبية كاشفة لحجم التغلغل السلفي في العقل والمزاج المصري.