الزميلة الفاضلة نسرين مهران (الكاتبة الصحفية بالأهرام) مولعة مثلي بجمال أكبر المدن التركية التي زارتها وأشهرها »اسطانبول« والتي لا تزال تحمل عبق ذكريات »القسطنطينية« بإطلالتها علي مضيق »البوسفور«، إلي بورصة الخضراء هدية الله التي تحتضن أضرحة السلاطين العثمانيين الأوائل، لأنقرة العاصمة القابعة في قلب هضبة الأناضول تتباهي بتاريخ بعيد يقدر بآلاف السنين، إلي مدينة »ريزا« النائمة علي شريط ضيق من الأراضي المنبسطة بين الجبال والبحر مسقط رأس رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان التي تختلف معه المؤلفة سياسيا لمواقفه الغريبة من أحداث مصر الجارية، لكنها عاشقة لبلاده من حيث طبيعتها الساحرة، فمدينة »طرابزون« ذات الغابات الكثيفة الممتدة علي مدي، والشلالات المنهمرة في كل مكان مخلفة بحيرات متعددة الأحجام. نسرين تمتلك حسا صحفيا عاليا يتجلي ذلك في رصدها لجمال المشاهد والصور، حيث تتعب عيناك من الجمال كلما زرت تركيا، وتحديدا »اسطانبول« التي تعد »فاترينة« البلاد الجميلة، فالقول عنها بأنها »شرقية« يجافي الواقع، والقول بأنها »غربية« يدخل في إطار المبالغات، فالشيء المؤكد أنها تعد من أجمل مدن العالم وجسر التواصل بين الشرق والغرب، تنازع في حبها الملوك، وتعاقبت عليها سلالات حاكمة، وتحدث عنها بإسهاب رحالة وروائيون في أعمالهم، إنها عاصمة الدولة العثمانية، الأرض التي حملت مفاتيح الأساطير القديمة والحكايات المثيرة وبمعالمها الفتانة من متاحف وقلاع، ومساجد ذات معمار متفرد، وأسواق عتيقة، ومطاعم تقدم نتاج أشهر فنون الطهي التركي، ومحلات تجارية تبيع الذوق الرفيع وبأسعار معتدلة إذا قورنت بمثيلاتها الأوربية، وكازينوهاتها وسهراتها المتميزة، وجسورها الحديثة ورحلاتها البحرية الفريدة من نوعها.. ترقبوا اسم »نسرين مهران« كنجم ساطع في أدب الرحلات، ومن يختلف معي علي ذلك يقرأ كتابها الرائع: »وتشرق شمس الأناضول«! الذي تسجل فيه بالكلمات والصور تفاصيل معشوقتها التركية!