لم تكن المفاجأة عندما قدمت الزوجة الحسناء إلي القاضى مجموعة صور فوتوغرافية لزوجها وهو يجلس فى أوضاع ليست طبيعية مع فتيات وسيدات أخريات. • كانت المفاجأة الحقيقية عندما سألها القاضى: من أين حصلت على هذه الصور؟ فقالت ببساطة: انا التى قمت بتصويرها. • سألها القاضى: وهل كان زوجك يعلم أنك تقومين بتصويره؟ ردت بنفس البساطة: بل هو الذى طلب منى ذلك وهذا هو ما دعانى مع أشياء أخرى اخطر للحضور إلى المحكمة لأطلب الحكم بطلاقى منه! *** القضية المثيرة تنظرها محكمة زنانيرى للأحوال الشخصية دائرة شمال القاهرة برئاسة المستشار أسامة كامل وعضوية القضاة عزالدين عبدالخالق ومحمد انور أبوسحلى واشرف الملول. صاحبة القضية مهندسة شابة جميلة فى الخامسة والعشرين من عمرها.. وقفت امام القضاء تشرح دعواها وقد اكتسى وجهها الذى يبدو وكأنه وجه أحد تماثيل آلهة الجمال عند الاغريق. بمرارة شجرة صبار فى صحراء جافة. قالت: لم أكن اتخيل عندما وافقت على الزواج منه أن هناك من البشر من اصابهم عفن الانحطاط حتى اسفل درك. حتى تصبح معانى غالية مثل النخوة والرجولة والشهامة مجرد كلمات فارغة. تقدم بطلب الزواج منى وعدنى بأن يقدم لى السعادة على طبق من فضة فإذا به يريد أن يقدمنى أنا وجبة مستساغة على مائدة انحرافه وشذوذه.. عشت معه أيام الزواج وشهوره الاولى هانئة راضية، لم يكن بخيلا ولم يكن عنيفا، بل كان كريما معى ورقيقا فى معاملتى حتى ظننت اننى تزوجت أفضل رجل فى العالم لكن الزمن سرعان ما جعله يخلع القناع ويكشف عن حفاوة تفكيره وانحطاط خلقه. *** كانت هيئة المحكمة تستمع فى اهتمام لقصة الزوجة الحسناء التى بدأت بانفعالات تعصف بها وكأنها شجرة وحيدة وسط عاصفة هوجاء! ومضت تكمل حكايتها قائلة: بدأت ألاحظ أنه يتحدث فى التليفون مع احدى السيدات حديثا وديا للغاية يطول احيانا إلى ساعات غير عابىء بأننى إلى جواره اسمع المكالمة. • سألته مرة: من هذه المرأة؟ رد ببساطة أذهلتنى احدى صديقاتى. • انفجرت فيه.. ألا تهتم بمشاعرى هكذا بصراحة تعترف أن لك صديقة. قال ببرود: وما المانع هل تفضلين أن اكذب عليك واخفى علاقتى بها.. أنا شخصيا لا أحب الكذب والحقيقة اننى دعوتها لقضاء السهرة معنا! وصرخت فيه.. هل انت مجنون؟.. أم اننى فقدت عقلى؟ رد بنفس البرود: لا تكونى رجعية.. "خليكى مودرن". *** كان الفضول قد استبد بالحاضرين فى قاعة المحكمة.. واتسعت عيونهم تأثرا بالزوجة التى خانتها دموعها فأخرجت من حقيبتها منديلا صغيرا تمسحها به. وواصلت كلامها.. لحظات اعتقدت انه يمزح.. لكننى فى مساء نفس اليوم فوجئت بامرأة تدق الباب وفتحت لأجد مخلوقة تختفى تحت أطنان من الماكياج الصارخة، وتتلوى داخل فستان يكشف أكثر مما يستر. رحب بها زوجى ودعاها للدخول وانا مذهولة مما يحدث وبدأت السهرة المرأة الخليعة تطلق ضحكاتها المستهترة وكلماتها البذيئة، وزوجى المحترم إلى جوارها يجاريها ويعابثها وأنا لا أصدق عينى وكأننى فى كابوس مقزز. • وفجأة قال لى: ما رأيك أن تحضرى الكاميرا وتلتقطى لى صورة مع (فلانة)؟. لم أرد واندفعت خارج البيت إلى بيت أهلى وعقلى يكاد ينفجر من غرابة موقف زوجى، لكنه حضر فى ساعة متأخرة من الليل وأعادنى وبدلا من أن يعتذر أو يكذب زاعما أن ما حدث نزوة لن تتكرر، عاتبنى على أننى لم أقم بتصويره وصاحبته. بل وهددنى بأنها وآخريات سيحضرن إلى البيت وأن على أن أقوم بتصويره معهن. سألته باشمئزاز: وهل ترضى بأن يكون لى صديقا وأحضره إلى البيت. • فوجئت به يرد قائلا بلهفة ياريت! *** رفعت عينيها اللتين غرقتا فى سيل من الدموع إلى هيئة المحكمة. وقالت: هل ترضون أيها السادة لامرأة مثلى أن تعيش فى كنف رجل مثله. لقد كان يجبرنى على تصويره مع صديقاته، والأدهى من ذلك أنه بدأ يدعو بعض أصدقائه للسهر فى البيت. ثم يقترح عليهم أن يجالسونى مقابل أن يجالس زوجاتهم. ولقد رفضوا جميعا واستنكروا منه هذا العرض الشاذ.. ولقد حضر بعضهم معى الآن للمحكمة للشهادة بما حدث.. اننى لا أطلب محاكمته وان كان يستحق المحاكمة على تفكيره المريض، كل ما أطلبه من عدالة المحكمة ان تخلصنى من هذه الهاوية.. لان الموت أرحم وأشرف لى من البقاء فيها. *** الحكم بعد المداولة. حكمت المحكمة بتطليق الزوجة من زوجها طلقة بائنة للضرر والزمت الزوج بالمصروفات ومبلغ 10 جنيهات مقابل اتعاب المحاماة.