قال الرئيس السورى، بشار الأسد، إن الغارات الجوية الإسرائيلية الأخيرة على المنشآت السورية تكشف مدى تورط الاحتلال الإسرائيلى والدول الإقليمية المؤيدة للمعارضة فى الشئون الداخلية السورية وما يجرى فيها، مشيراً إلى أن الشعب السورى وجيشه «العريق»، حقق إنجازات ذات مغزى فى الصراع ضد الإرهاب والتطرف، مؤكداً قدرته على الدخول فى صراع «الند للند» مع إسرائيل، معتبراً أنها تشكل إرهاباً يومياً ضد سوريا. وأشار وزير الخارجية الإيرانى، على أكبر صالحى، فى لقائه أمس الأول بالأسد، إلى أن «إيران تدرك جيداً وتتأكد من أن سوريا ستخرج من الأزمة منتصرة، الشعب السورى وقيادته يسيرون معاً ضد الإرهاب، ولهذا فإنهم سينتصرون عليه. نحن نقف إلى جانبكم ونؤيدكم، ولن نسمح لسوريا بأن تسقط فى يد إسرائيل أو الولاياتالمتحدة، ولن نسمح بأى تدخل خارجى فيما يجرى فى سوريا، الشعب السورى وحده هو المسئول عن مصيره». وذكرت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية أن وزير الخارجية الإيرانى التقى نظيره الأردنى، ناصر جودة، الذى دعا لإنهاء الأزمة السورية والحرب الأهلية التى تجرى هناك منذ عامين بطريقة سلمية. وقال جودة: «هناك حاجة لإجراء نقلة نوعية للتأكيد على الحل السياسى الشامل الذى يتضمن كل الفصائل المختلفة فى الشعب السورى، وهذا من أجل الحفاظ على وحدة سوريا وكرامة شعبها». وأشارت «معاريف» إلى أن جهوداً تبذل للتقدم بالحوار واللقاءات السرية لتحريك مبادرة المصالحة بين فصائل الشعب السورى، مؤكدة أن الأردن لديها مصلحة فى إنهاء الحرب الأهلية فى سوريا؛ لأن ما يزيد على 700 ألف لاجئ سورى فروا إلى أراضيها، وأصبحوا يشكلون أزمة للمملكة الهاشمية. وأضافت «معاريف»: «لم يذكر وزير الخارجية الإيرانى شيئاً عن ضباط وعناصر الحرس الثورى الإيرانى الذين يحاربون إلى جانب قوات الأسد، واكتفى بإعلان الهجوم على كل تدخل أمريكى أو إسرائيلى أو خارجى فى الشئون السورية». ونقلت الصحيفة الإسرائيلية قوله: «نرفض أى حلول تأتى من دولة أجنبية، كما نرفض أى محاولة للتدخل الأجنبى فى الشئون السورية. رأينا ما حدث فى عدد من الدول بسبب التدخل العسكرى الأجنبى فيها. انهيار سوريا سيتسبب فى التأثير على كل الدول فى المنطقة». فى سياق متصل، أعلن وزير الدفاع الإسرائيلى، موشيه يعالون، للمرة الأولى منذ الغارات الجوية تورط إسرائيل فى الغارات الجوية على المنشآت العسكرية السورية، مشيراً إلى أن إسرائيل لا تتدخل فى شئون سوريا، وإنما تحافظ على مصالحها والخطوط الحمراء التى يفترض بالجميع أن يلتزم بها، حيث إن نقل الأسلحة الإيرانية إلى «حزب الله» اللبنانى، يمنح المنظمات الإرهابية أفضلية قتالية قد تخرق سيادة إسرائيل على أراضيها وحدودها. وتعليقاً على سقوط قذائف الهاون السورية فى الجولان بالخطأ، قال يعالون: «أصدرنا الأوامر والتوجيهات لكل الكتائب الموجودة على الحدود، بالرد على مكان القصف وتدميره نهائياً إن تم التعرف عليه فى الحال». من جانبها، أشارت صحيفة «هاآرتس» الإسرائيلية، إلى أن شركات أمريكية، تراقب حركة شبكات الإنترنت عالمياً، أكدت أن الشبكة مقطوعة بشكل شبه كامل تقريباً عن سوريا، مشيرة إلى أنه لوحظ انخفاض حاد فى استخدام الحركة على الإنترنت فى سوريا، بشكل يجعلها شبه مختفية من الشبكة تماماً.