أول قرار بقانون اتخذه الرئيس محمد مرسى عندما امتلك السلطة التشريعية، كان إلغاء الحبس الاحتياطى للصحفيين فى قضايا النشر. تلك هى رؤية صلاح عبدالمقصود وزير الإعلام، لكن ضياء رشوان نقيب الصحفيين قال ان ما ألغاه الرئيس باليمين اعاده باليسار فى أكثر من موضع فى قانون حماية الثورة الذى صدر بعد الإعلان الدستورى. هذه المباراة السياسية الراقية بين عبدالمقصود ورشوان دارت رحاها فى مدينة الانتاج الاعلامى ظهر أمس الأول فى حضور غالبية رؤساء تحرير الصحف القومية والمستقلة وقيادات اتحاد الإذاعة والتليفزيون وأصحاب وممثلى القنوات الفضائية. الدعوة إلى الاجتماع جاءت بمبادرة من إسماعيل الششتاوى رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون، بحثا عن ميثاق شرف يتفق عليه الإعلاميون، وضع مواده أساتذة كلية الإعلام وعلى رأسهم العميد حسن عماد مكاوى. الحكومة والذين معها اعتقدوا ان الأمر المنطقى هو الموافقة الفورية على ميثاق الشرف الصحفى، لكن ضياء رشوان قال انه لا خلاف على الميثاق، لكن الأولوية أيضا ينبغى أن تكون لإلغاء القوانين المقيدة والسالبة للحريات الإعلامية فى القوانين الحالية، وأنه لا يعقل ان يلغى مبارك قانون حبس الصحفيين ويعيده مرسى وبتوسع شديد فى قانون حماية الثورة. صلاح عبدالمقصود حاول ان يصيغ القضية باعتبارها حماية للثورة، لكن ضياء رشوان قال: وهل الصحفيون هم أعداء الثورة؟! الجدل بين وجهتى النظر استمر لحوالى ثلاث ساعات، وأعتقد ان مربط الفرس فيه هو ما قاله صلاح عبدالمقصود بان المشرع أو الشارع أو الحكومة يحتاج أولا علامات أو دلائل أو تحرك من الإعلاميين لمحاسبة أنفسهم قبل ان يتم الغاء هذه القوانين. عبدالمقصود قال انه ضد هذه القوانين السالبة للحرية، لكن جوهر حديثه يعنى انه لا إلغاء لهذه القوانين قبل ان يحاسب الإعلاميون أنفسهم. الجلسة لم تكن سلبية، لانها ضمت كل ألوان الطيف الإعلامى، ويكفى وجود عاصم عبدالماجد القيادى الجهادى بجوار جمال الشناوى رئيس تحرير قنوات أون تى فى، ومحمد هانى القيادى بقناة سى بى سى قبالة حازم أبوإسماعيل القيادى السلفى، وحازم غراب المشرف على قناة مصر 25 بجوار محمد رضوان مدير تحرير المصرى اليوم، وخالد عبدالله مقدم البرامج الشهير بقناة الناس مع رؤساء تحرير الصحف القومية والمستقلة وفى نهاية اللقاء جلس كل الفرقاء يأكلون ويتناقشون على مائدة واحدة بعد ان صلى بعضهم جماعة. ممثلو اتحاد الإذاعة والتليفزيون وبعض أساتذة الإعلام وكل قيادات التيار الإسلامى حاولوا الحصول على موافقة الحاضرين على ميثاق الشرف الإعلامى بكل السبل، لكن ضياء رشوان أصر على مناقشة التشريعات الصحفية أولا وخصوصا قوانين الحبس، والغريب أن الشيخ حازم أبوإسماعيل أعلن موافقته على ضرورة البدء بالتشريع أولا. كاتب هذه السطور اقترح المزج بين الاقتراحين بحيث يتم مناقشتهما بالتوازى وليس بالتتابع، وهو الاقتراح الذى تم الأخذ به فى النهاية. بعض الحاضرين حاول الحديث عن نفسه، والبعض تحدث عن «الكوسة» فى التليفزيون المصرى، والبعض اقترح التبكير بإغلاق القنوات ساعة من أجل زيادة الإنتاج والبعض تحدث عن مشاكله الشخصية، ووغم ذلك فان هناك فوائد ايجابية كثيرة أهمها تعظيم لغة الحوار بديلا للمولوتوف والحجارة والخرطوش والرصاص الحى. أحد الخبثاء قال انه يخشى ان يكون الهدف الجوهرى للقاء هو توفير غطاء لعملية القصف النيرانى المتوقعة ضد بعض وسائل الإعلام «المشاغبة» قريبا، خصوصا ان صلاح بعدالمقصود رد على محمد هانى بقوله هناك فضائيات تتلقى أموالا كثيرة وهذا الأمر ليس إشاعات.. وسيكون ضدها قرارات قريبا.