دعا الدكتور عصام العريان، نائب رئيس حزب الحرية والعدالة، إلى التأمل في الداخل المصري ثم التحول إلى الجوار الإقليمي ودول العالم، مشيرا إلى أن الله له الفضل في توحد المصرين، الذين فاجأوا الجميع بغضبهم الذي تحول إلى ثورة عظيمة اتسمت بأخلاقية عالية، وكان الجيش المصري فعلا فيها خير أجناد الأرض. وأضاف العريان، عبر صفحته على موقع "فيس بوك"، أن الجيش حمى المواطنين في الميادين، وقام الشعب بحراسة الأمن عندما غابت الشرطة، وانتصر المصريون بدون أى تدخل خارجي، رغم التنافس المحموم على مصر ومواردها وقرارها، وسيواصل الشعب مسيرته وفق خريطة الطريق التي وافق عليها. وأشار إلى أن الشعب سيبني مؤسسات الدولة بإرادة حرة، وأن "الشاردون سيعودون إلى الحق والعدل والصواب"، مضيفا أن "العقد انفرط على المستوى العربي، وأصبحت القوى التي تصورت أنها ورثت مكانة مصر في حيرة من أمرها، فاضطربت بوصلتها ولا تزال متأرجحة بين العقل والضلال، خاصة في غياب الراعي، وأصبحت الملفات العربية والإقليمية مفتوحة في وقت واحد، وخاصة الأحلام المحرمة أو المؤجلة وقضايا الأقليات والأعراق". وأضاف: "انهارت المحاور القديمة وفقد الحلفاء كنوزهم وأصدقاءهم، وباتت المنطقة تتشكل من جديد، ولن تصلح سياسة المحاور والأحلاف لأن القرارات بيد الشعوب، وأمزجتها تتغير من وقت لآخر". وتطرق القيادي الإخواني إلى الحديث عن الوضع العالمي، فقال إن "كوريا الشمالية التي ترعاها الصين تهدد جارتها التي ترعاها أمريكا، بل تهدد بضرب أمريكا نفسها، وهناك أزمة مالية غير مسبوقة تهدد أوروبا وتؤثر على روسيا وبقية دول العالم، وقبرص تكاد تفلس، وإيطاليا لا تقدر على تشكيل حكومة، وفرنسا تتورط في احتلال مالي". وأوصح أن مجموعة "البريكس" تتقدم ببطء، وتخطط لإنشاء نظام اقتصادي عالمي جديد، مشيرا إلى أن أفريقيا يتنافس عليها الجميع، وأن الدور على شبابها للحفاظ على مواردها وثرواتها واستغلالها بشكل سليم، رغم ما فتك بها من أمراض معدية. ولفت العريان إلى إن بابا الفاتيكان استقال في حادث لم يتم منذ ستة قرون، وخلفه آخر متواضع من أمريكا الجنوبية، ومن الآباء اليسوعيين وينتمي إلى لاهوت التحرير؛ لتستعيد الكنيسة اعتبارها بعد مشاكل كادت تعصف بها. وقال إن المجتمع الأمريكي منقسم اجتماعيا وأخلاقيا واقتصاديا، بعد سلسلة هزائم عسكرية وتدهور نفسي غير مسبوق. واختتم بتأكيد أنه "بإذن الله سينتصر المصريون جميعا، المؤيدون والمعارضون، وستعود مصر إلى مكانتها ودورها بجوار شقيقاتها العربية وأخواتها الإسلامية ومحيطها الأفريقي وعالمها الإنساني الواسع".