رئيس حزب مصر الفتاة ل "الوفد": الإخوان ينتقمون من الشعب المستشار محمد الوصيف يكشف أسرار سرقة الإخوان للثورة من الميدان! الإخوان ينتقمون من الشعب كان أحد الحالمين بالتغيير. قضي حياته سائرا علي درب الكفاح من أجل مصر الحرة.. أصابه الفساد المستشري في جسد الوطن.. حتي أنه رشح نفسه لرئاسة مصر في عام 2005 ضد الرئيس السابق حسني مبارك ثم سرعان ما تراجع عندما علم أنها لعبة ضد مصلحة مصر. وكان في ميدان التحرير يوم أن ثار الشعب طالبا العيش والحرية والعدالة الاجتماعية.. عاش أيام الثورة بقلب عشق بلده وروح قدست عظمتها وحماس فاق حماس الشباب ثم انسحب من الميدان عندما أيقن أن الإخوان عقدوا العزم علي سرقة ثورة الشعب. في هذا الحوار يكشف المستشار محمد الوصيف، رئيس حزب مصر الفتاة أسرار الاستيلاء الإخواني علي ثورة 25 يناير وتفاصيل اللعبة من واقع جلسات الحوار ومائدة المفاوضات التي جرت بين النظام السابق وقيادات الإخوان والمجلس العسكري. ساقني فضولي في بداية الحوار لأعرف قصة ترشح المستشار الوصيف كمنافس لمبارك علي رئاسة مصر عام 2005 وهو الأمر الذي يحتاج الي تفسيرين: لماذا ترشحت؟ ولماذا انسحب؟ - قال الرجل: إن حلم التغيير وحب الوطن أهم مبررات الترشح كما كان الحرص علي مصلحة الوطن والحفاظ علي استقرار الأوضاع والتوازنات بالمنطقة أهم أسباب تنازله عن الترشح، وربما كان حلم التغيير أيضا دافعا أساسيا للخروج في ثورة 25 يناير. كان سؤال التالي للمستشار الوصيف عن سر انسحابه من ميدان التحرير رغم أنه من أول الذين شاركوا في 25 يناير؟ - انسحبت لأني لا أريد أن أشارك في عمل منقوص. كيف؟ - هذه الثورة تحركت ونمت وتعاظمت علي أكتاف شباب مصر وانضم اليها جميع فئات الشعب المصري آباء وأمهات وشباب صغير السن يسمونهم ظلما أطفال الشوارع وهم ليسوا كذلك. ما هو دافعك المباشر للنزول للميدان؟ - كان أملي أن يتحقق حلم العدالة التي غابت عن نصف هذا الشعب، كنت أريد مستقبلا أفضل لأبنائنا وأحفادنا.. كان عندي أمل أن يجد كل شاب عملا بدلا من البطالة التي تنهش أحلامهم لكي ينفقوا علي أسرهم ويكونوا أسرا صغيرة تنعم بأبسط الحقوق الأساسية. كانت ثورة شباب في البداية فكيف تري مشاركة كبار السن بصورة واضحة وقتها؟ - مصر ملك للجميع وهي ليست اليوم وغدا بل المستقبل كله وعلينا أن نصنعه سويا ولأني رأيت من واجبي أن أمنح الأجيال القادمة أنا وغيري خلاصة تجاربنا وما تعلمناه. متي توقفت عن المشاركة؟ ولماذا تراه عملا منقوصا؟ - لم تكن للثورة قيادة، وهذا أحد أهم أسباب ما أصابها فثورة 19 لم تكن لتنجح دون سعد زغلول وعدم وجود قيادة في يناير خلق المشكلات داخل الميدان وفي الشهر الأول لم أتهم أحدا لكن بعدها بدأت تشكيل الائتلافات وبدأت أشعر علي تعددها بشبه استحالة تشكيل مجلس قيادة لهذه الثورة وحاولت بكافة الوسائل أن أقدم 31 شخصية من كافة طوائف الأمة «مرأة وشباب ومسيحيين ومسلمين وقيادات لامعة في تاريخ العمل الوطني وكان ذلك قبل تحديد موعد اللقاء مع المجلس العسكري ليتعرف عليهم وينسق معهم وأصبح المشهد «ملتبسا» وصار عندي شكوك خاصة بعدما حدث في تونس واستشعرت أن هناك من يحاول اختطاف الثورة. كيف؟ - الأسماء التي أعددتها كانت محل نقاش وتشاور بيننا وفي أحد اللقاءات التي عقدت بحزب الغد بدأت مخاوفي تتصاعد عندما تدخل محمد البلتاجي أحد القيادات البارزة في الإخوان وكان ممسكا بورقة وقلم يختار وينتقي مجموعة بعينها طبقا لرؤيته وهنا أصبحت مخاوفي يقينا فقلت له يا أخ بلتاجي أن تختار ولا تطلعنا وتنتقي وتكتب أسماء لا نعرفها وسيؤدي هذا الي مشاكل لأن الاختيار في الخفاء سيترتب عليه أن الذي ستختاره لن يمثل كافة طوائف وقوي الأمة. وكيف رد عليك؟ - قال: احنا هنتشاور قبل ما نخرج من الاجتماع.. ولم يفعل ذلك فخرج المجتمعون واحدا تلو الآخر وهو يقول هنبقي نتكلم في التليفون. وما تفسيرك وقتها لهذا التصرف؟ - هذه هي طريقتهم المتوقعة فهم دائما يعملون تحت الأرض والملك فاروق حبسهم وفعل ذلك أيضا عبدالناصر والسادات ومبارك وليس من المعقول أن يكون كل هؤلاء علي خطأ فالرسول صلي الله عليه وسلم قال: «لا تجتمع امتي علي ضلال»، وهم في الأساس لا يحفظون الجميل ولا يردون إلا بنظرية ساعدني حتي أصعد علي هذا السلم وعندما يصعدون الي الأعلي إذا بهم يضربون السلم بأقدامهم حتي لا يصعد من ورائهم أحد. لكن الثورة كانت لها ائتلافات عديدة فكيف خدع الإخوان الجميع؟ - تعدد الائتلافات كان سببا من الأسباب التي سهلت للإخوان مهمتهم إذ وصلت لأكثر من 200 ائتلاف.. والإخوان عملوا ائتلاف علي مزاجهم لمقابلة المجلس العسكري وأقنعوه بأنهم يسيطرون علي كافة ائتلافات الثورة، وهنا بدأت اللعبة بين الإخوان والعسكر. وهل كنتم تعلمون بمقابلة قيادات الإخوان لعمر سليمان؟ - دعا عمر سليمان كافة القوي والقيادات السياسية والحزبية للحوار والتفاوض فرفضنا وأنا شخصيا رددت عليه في قناة الجزيرة.. أبدا لن يكون معكم حوار فقدت فات القطار..بينما هرول الإخوان لمقابلة نائب الرئيس وقتها. ولماذا فعلوا ذلك رغم أنهم يعلمون برفضكم؟ - نحن كقوي سياسية في الميدان كنا نقتنع بأن «سليمان» قد يعقد صفقة لترسيخ مهمته علي هواه وليس من أجل تحقيق أهداف الثورة، بينما ذهبوا هم طمعا في رفع الحظر عن جماعتهم وقالوا لأنفسهم «وجودنا مع نائب الرئيس بصفتنا جماعة الإخوان سينتهي حالة «الجماعة المحظورة». وما الخطوة التي تلت ذلك؟ - بدأوا في خداع المجلس العسكري والكذب لديهم مباح عندما أكدوا للمجلس أنهم يسيطرون علي ال200 ائتلاف ومعظمها «مصنوع» أيقنت وقتها بأن الثورة ودماء الشهداء والمصابين في أشد مراحل الخطر فقررت أن أنسحب من المشهد لكنني ظللت أراقب بعد أن شهدت بداية انتكاسة الثورة ممثلة في الائتلافات المصنوعة وسيطرة الإخوان علي الموقف! والمجلس العسكري وقع في الفخ لعدم خبرته السياسية. هل تعتقد أن ما تعاني منه مصر الآن يرجع بداية الي نتائج الاستفتاء علي الدستور؟ - بالفعل هذا هو بداية المرار الذي نعانيه الآن عندما توجهت الجماهير فيما أطلق عليه «غزوة الصناديق» وأن «نعم» تضمن دخول الجنة و«لا» ستلقي بكم في النار وكان من وراء هذا الدستور اثنان من قيادات الإخوان هما: طارق البشري وصبحي صالح والشعب المصري معظمه أمي وأغلبه يتعاطف مع شعار تطبيق الشريعة وترتب علي ذلك ما نعانيه الآن. لماذا؟ - لأن ما تم من إجراءات نحو بناء المؤسسات التي تقوم عليها الدولة كان في البداية خاطئا والناس اختارت «نعم» تعاطفا مع مطلب الشريعة الذي رأوا فيه تحقيقا للعدل الذي لم يسع لتحقيقه الإخوان مع أن العدل أساس الملك. قلت إن من دوافع انسحابك من انتخابات الرئاسة عام 2005 الحرص علي نسيج الوطن وعدم تفتيته فهل تري أن مصر الآن «غير مفتتة»؟ - هؤلاء الإخوان الذين خطفوا الدولة اتضح أن فلسفتهم ليست قائمة فقط علي «التفتيت» بل أيضا الفكر الانتقامي الذي يختلط بدوافع نفسية مريضة تصل بهم الي الانتقام من شعب مصر كله والرجوع بها للخلف وزيادة الفقراء فقرا. هل تعتقد أن الأمريكان يدعمون الإخوان فعلا؟ - بكل تأكيد. وهل هذا حفاظا علي أمن واستقرار إسرائيل؟ - لا.. لأن مبارك كان «ضامنا» لذلك ولكن الإخوان ماضون في تحقيق حلم الأمريكان والإسرائيليين في المشروع الاحتلالي لكل دول المنطقة وتجزئة المجزأ وتقسيم المقسم وضمان هدم الجيوش العربية بعد أن انتهي جيش العراق، والذي لا يزال تحت رحمة السيارات المفخخة والتهجير، وقد ضمنوا أن التجربة سوف تنال حظا أوفر في باقي دول المنطقة لضمان قيام إسرائيل العظمي. وما دلائل هذا التفسير؟! - انظروا الي سيناء الآن التي مات من أجلها السادات بعد انتصاره وخطة الدفع ب«الحمساوية» الإخوان وتقسيم ودعم دولتين في فلسطين إحداهما في غزة والأخري في الضفة ثم إزاحة من في الضفة الي الأردن حتي تقوم إسرائيل العظمي علي أرض فلسطين بدعم أمريكا ودول حلف الناتو لتحقيق أحلام الصهيونية وهنا يصدق ما فعله «مرسي» الآن من قبول «الحمساوية الإخوان» وتوطينهم في سيناء لتأتي المرحلة الثانية في الأردن وقد تنبهت لذلك منذ سنوات طويلة وقلت للأمير عبدالله وقت عزاء والده الملك حسين.. لا تدع لإسرائيل فرصة للتغول علي أراضينا فقال: نعم.. نحن كذلك بإذن الله. بعض الآراء تتجه للاعتقاد بوجود مؤامرة لهدم المؤسسات المصرية كيف تري صحة ذلك؟ - بالتأكيد هناك مؤامرة كما قلت لهدم الجيش والإخوان بدأوا بالفعل هدم مؤسسات الدولة، الجيش والشرطة والقضاء والسيطرة علي مؤسسات الدولة النيابية والتشريعية بالغش والتدليس وهنا يظهر دور ملايين الدولارات التي تأتي من قطر والسعودية وتركيا مما يسهم في سيولة مالية غير مسبوقة تمكن جماعة الإخوان «الكاذبون» من الإنفاق علي الميليشيات وتمكين الجماعة من كافة مفاصل الدولة وإلا لماذا سألوا أوباما في أمريكا: كيف تدفع 50 مليون دولار من أموال دافعي الضرائب وما خفي كان أعظم. كيف تتوقع سيناريو النهاية وهل سينجح الإخوان في مخططهم؟ - أحذر وأنبه من التخطيط للسيطرة علي مفاصل الدولة ثم الدعوة للحوار كما تفعل إسرائيل حيث تعمل علي تثبيت الأوضاع علي أرض الواقع ثم الدعوة للحوار، ثم يظهر الطرف الرافض علي أنه ضد الحوار والتفاهم كما يتهمون الآن القوي الوطنية وجبهة الإنقاذ. إذن قرار المقاطعة لانتخابات البرلمان يلقي قبولا لديكم؟ - بالطبع الانتخابات هي الحلقة الأخيرة في الجنزير الذي أعده الإخوان لخنق الأمة فإن اكتملت، اكتمل الخنق والخناق، ثم تبدأ مزاعم كاذبة وحقيرة بأن الصناديق أتت بهم. هل تعتقد أن الثورة ستنجح في إسقاط الإخوان؟ - نعم.. سيسقط الإخوان، ومن ينس التاريخ لن يصنع المستقبل، والآن نحن أمام مخطط قد ينتهي بأحد أمرين، إما أن تفلح جماعة الإخوان في قمع وقتل واغتيال كل صوت يعترض علي هذا العبث وهذه الخيانة بوسائل قمعية ووزارات إخوانية، وإما أن تقوم حرب أهلية وهم ضالعون فيها بدليل ظهور أشخاص ملثمين يلبسون ملابس مدنية تشبه «القوات الأمنية» وتسهم في قمع القوي الثورية. وماذا تتوقع من الجيش خاصة مع ظهور توكيلات تطالبه بتسلم أمور البلاد؟ - سوف ينضم الجيش، أقدم وأقوي جيوش الأرض الي الشعب لكنه سيكون حاميا للوطن وليس حاكما أو ساعيا للحكم.