اخبار مصر ارتبط اسم الفريق ضاحى خلفان قائد شرطة دبى، عضو المجلس التنفيذى بحكومة دبى، بالهجوم الشرس ضد تنظيم الإخوان، للدرجة التى جرى اتهامه فيها باشتراكه فى مؤامرات «غير معلومة وقائعها حتى الآن» ضد مصر. فى حواره الخاص ل«الوطن» يكشف «خلفان» سر تصديه لتنظيم الإخوان، وجوانب أخرى لقضية الخلية الإخوانية التى أُلقى القبض عليها بالإمارات وطبيعة علاقته بالفريق أحمد شفيق، المقيم حاليا هناك، ورؤيته لثورات الربيع العربى وحكم الإخوان وتطلعهم لحكم المنطقة العربية ككل، فى إطار ما سماه «صفقة أمريكية» لضمان أمن إسرائيل، حسب تقديره. * كيف تابعت ثورات الربيع العربى؟ - قبل عامين من ثورات الربيع العربى كنت فى مركز دراسات دار الخليج قد تحدثت عن تحديات الأمن الداخلى وأشرت إلى البطالة وقمع الحريات وأسباب يبلغ عددها 21 سببا تؤدى إلى الانتقادات والانقلابات داخل الدول العربية. * تقصد أنك تنبأت بالثورات العربية قبل حدوثها؟ - لم أتنبأ بها، لكن تقارير التنمية العربية التى كانت تنشر قبل الثورات بنحو 3 سنوات كانت مهمة وكان كل تقرير جديد يأتى أسوأ من سابقه، وتؤكد أن الإنسان العربى كان يتحمل هذه الإخفاقات التى يراها من قبل الحكومات، وكان هذا من أحد أسباب ثورات الربيع العربى.الإخوان يعاملون معارضيهم على الطريقة الباكستانية.. وبمجرد وصولهم للحكم يتهمون منافسيهم بالفساد * وكيف تقيّم وضع الثورات العربية حاليا؟ - أعتقد أن الثورات فى هذا الربيع بدأت بعد الأزمة المالية التى ضربت العالم عام 2008، وأصبحت الآن تستغل فيه الودائع والأموال وجرى استباحتها من قبل دول أجنبية وغربية، والتحفظ على هذه الأموال لدى دول أجنبية لصالحها، وهو ما نراه الآن فى ليبيا، وهناك مليارات خرجت وتحفظت عليها بعض الدول الأجنبية، دون ردها حتى الآن، وأصبحت حبيسة فواتير الحروب على إسقاط الحكومات. * لكن كل دولة من دول الربيع العربى لها خصوصية، أليس كذلك؟ - نعم الحالة فى ليبيا تختلف عن مصر، وبالتالى كانت ليبيا مستهدفة من كل الدول، عكس مصر. * وكيف تابعت الثورة المصرية ومسارها؟ - الهدف من الثورة فى مصر، كان يتمثل فى تولى الإخوان للحكم، وعندما نحلل الصراع بين فلسطين وإسرائيل، خلال السنوات الأخيرة نجد أن إسرائيل قاتلت غزة طوعا واختياريا، ثم خرجت إسرائيل وهى غير راغبة فى العودة إلى غزة، ونعرف أن الرئيس الراحل ياسر عرفات فشل فى وقف قصف حماس لإسرائيل، وكذلك الرئيس مبارك لم يستطع وقف يد حماس، والمرحوم عمر سليمان، رغم أنه بذل جهودا كبيرة، لكن دون جدوى، ثم استطاع الإخوان مؤخرا أن يوقفوا حماس. إذن من يستطيع أن يمنع حماس من ضرب الصواريخ على إسرائيل هو كبيرهم (الإخوان) وأين كبيرهم.. الإجابة فى مصر. * هل تؤيد الرأى القائل بأن وصول الإخوان لحكم مصر، كان صفقة؟ - نعم هناك صفقة إخوانية أمريكية لتسليم الإخوان الحكم فى مصر، فى مقابل وقف الضرب على إسرائيل من قبل حماس وضمان أمنها، وتجديد حكم الإخوان فى مصر بعد 4 سنوات مرهون بمنع أى خطوات أو ضرب من جانب حماس ضد إسرائيل. * وما سر اهتمام واشنطن بتلك الصفقة؟ - لم يأت الإخوان إلا لضمان أمن إسرائيل من صواريخ حماس، والولايات المتحدةالأمريكية هى الراعى الرئيسى لهذا الاتفاق، لأن أول تعهدات أى رئيس أمريكى هو ضمان أمن إسرائيل قبل أى تعهدات أخرى، كل رئيس يتعهد بذلك. * إذا كانت الصفقة مُحكمة كما تقول بهذه الصورة إذن كيف تتصور طريقة تنفيذها؟ - أولا: تم وقف كل أشكال الضرب من جانب حماس لأهداف إسرائيلية، بقرار من المرشد العام للإخوان فى مصر، ثم أصدر أمرا للرئيس محمد مرسى، وهو من أبلغه لحماس، وتم تنفيذه وفقا لمبدأ السمع والطاعة العمياء، والآن هناك تساؤلات تحتاج إلى إجابات: هل القنابل الذى دمرت بيوتا ومساكن وقتلت أرواحا فى غزة، كانت جهادا فلسطينيا ضد إسرائيل؟ أعتقد أنها ليست كذلك لكن هدفها كان أن يحكم الإخوان مصر. * كيف تُقيّم حكم الإخوان فى مصر الآن؟ - الانتقام الذى يظهر من قبل الإخوان فى فتح الملفات القديمة، مثل إعادة المحاكمات، من الأشياء التى يقف أمامها الإنسان متعجبا، فهل هؤلاء يعلمون ما يفعلون؟ محاصرة المحكمة الدستورية ليس بها عقل أو منطق، والطبيعى أن ينزل المتضرر من قرار معين أو المعارض له، أما مؤيد القرار فينزل لتأييده، فهذا عبث سياسى، فضلا عن ملف الحريات حيث يُحال معارضون كثيرون إلى المحاكم، ومنهم من يُحال لمجرد الاعتراض على حكم الإخوان بكلمة. * تقصد أنهم يتعاملون مع المعارضة بطريقة انتقامية؟ - الإخوان يتعاملون مع المعارضة بنمط تستخدمه دول العالم الثالث، وهو أن المنافس لهم أو المرشح الذى ينافسهم يضعونه على قائمة المطلوبين سياسيا، ويبدأون كيل الاتهامات له بالفساد، مثلما كان يحدث فى باكستان، فكل رئيس وزراء يأتى يتهم منافسه أو سابقه بتهم فساد ويلاحقه قضائيا، ويفتش عن ملفات فى محاولات وأساليب تظهر أن حكم الإخوان، على أرض الواقع ممارسة سيئة. * ما علاقة قائد شرطة دبى بمواقع التواصل الاجتماعى؟ - بعد أن اُستغلت مواقع التواصل الاجتماعى فى إثارة الناس ببعض الدول، حتى وصل ذلك إلى جماعة الإخوان بالإمارات، قررت المشاركة عبر هذه المواقع لبحث ومناقشة أفكارهم الكاذبة، لتفنيدها وتأليب الرأى العام عليهم، خاصة بعد أن وجدت أن خطابهم يلقى تصديقا من مجتمعات عديدة، ويعلم مجتمع الإمارات أن ضاحى خلفان، صادق فيما يقول ولم أقدم خبرا إلا وكان مؤكدا، ومع الأسف الشديد وصل الحد بالإخوان وازدراؤهم شئون الدولة ومؤسساتها فى الإمارات إلى عدم الانضباط فى ساعات الدوام الرسمى، لمجرد انتمائهم للإخوان وأقول لك إن وضع الإخوان فى كثير من المناصب فى دول الخليج هدفه تعطيل إنجاز المعاملات الرسمية، حتى تتهم حكومات تلك الدول بالعجز والأداء غير الجيد. * وهل استطعت بالفعل خوض معارك من خلال تغريداتك ضد الإخوان؟ محمد بديع