ليلة رعب في سكن طالبات طنجة! تعرض جناح سكن الطالبات لهجوم من عصابة تقدر بستة أشخاص، أرادوا اقتحام غرف البنات اللائي يدرسن علوم الهندسة، وتأويهن مؤسسة لا تتوافر فيها شروط الاستقبال والأمن. «سيدتي نت» انتقلت إلى معهد مولاي الحسن؛ لتروي على ألسنة الطلاب ليلة رعب وسط الحرم الجامعي. وجدنا الطلبة قد غادر معظمهم إلى بيوتهم، خاصة أن الحدث صادف في عطلة عيد المولد النبوي، مراقد الإناث والذكور مبللة من الأمطار من أثر مخلفات أشغال بناء لم تنته بعد، أتربة ووحل وشقوق هنا وهناك، مياه السماء امتزجت بأخرى ملوثة من مجاري المراحيض لمؤسسة قيل عنها إنها ستكون نموذجية، وما يزيد الطين بلة انعدام الأمن. هجوم من السطح تقول صفاء لعشيري «20 سنة، طالبة بالسنة الثانية شعبة الرياضيات والفيزياء» عن هذا الحادث الذي قطع الدراسة ووتر الطلبة، وهم على أبواب الامتحانات الوطنية والدولية:«لأن قدمي تعرضت للكسر، نزلت للطابق السفلي عند صديقاتي لأقطن معهن مؤقتاً ومع الساعة الثالثة إلا ربعاً كنا حينها نتأهب للنوم، وقع نظرنا من النافذة، على شخصين فوق سطح قاعة الأساتذة، فاستهدفونا بضوء المصباح اليدوي، فما كان علينا إلا إن اتصلنا بالهاتف بزملائنا وزميلاتنا لنعلمهم بالأمر، أنا طبعاً اتصلت بشقيقي الذي يدرس معي في المعهد نفسه، فشرعت الفتيات في الأعلى ينظرن من خلف النوافذ ويصرخن، خاصة أنه وحسب النظام الداخلي للمؤسسة تقفل علينا الأبواب في الليل، ركض بعض الزملاء خلفهم وأمسكوا بأحدهم حتى قدوم الشرطة، ونحن نطالب بالأمن المطلق». محاولات قبل الهجوم أما فاطمة الزهراء أخريف «19 سنة، طالبة في السنة الثانية شعبة الفيزياء»، فتقول: «كنا نسمع فتح أبواب الطوارئ علينا، ومن فرط الخوف تركنا الأضواء مشتعلة، وعجزنا عن القيام بأي رد فعل». أميمة ميسي «19 سنة، طالبة بالسنة الثانية شعبة الفيزياء»، تقول: «ليلتان قبل الحادث، انقطع الضوء، وسمعنا طرقاً على الباب في منتصف الليل، لم نفتح طبعاً، تلته يوم الحادث محاولتهم فتح أبواب الإغاثة القريبة جداً من خارج المؤسسة». الطلاب الحماة تجند الطلاب لحماية زميلاتهن، رغم أن أغلبهم كان في جناح مقفل عليهم، ما اضطرهم لكسر الباب الخشبي للجناح، كما أخبرنا الطالب محمد أمين فهيم «20 سنة، طالب في السنة الثانية فيزياء وعلوم الهندسة»، وأضاف أن أحد الطلاب قفز من الطابق الأول حيث تأذت قدماه. ويحكي محمد الشيخي «19 سنة، طالب في السنة الثانية رياضيات وفيزياء»، الذي أصيب في يديه:«عندما أخبرنا أن هناك لصوصاً في جناح الطالبات توجهنا إلى غرفة المسؤول عن الجناح ليفتح لنا الباب، لكنه كان نائماً فاضطررنا إلى كسر الباب الخشبي المزود في جانبيه بالزجاج، لم أنتبه للشظايا وهي تسقط باتجاهي فأصبت في يدي اليسرى وجرح صغير في اليمنى، قيل لنا إنهم مسلحون، لنجد الشباب قد أمسكوا بواحد منهم وكان مخموراً. حملوني للمستشفى، لكني سأستأنف الدراسة». محمد أنور لعشيري «22 سنة، السنة الثانية اقتصاد» أحد الطلبة الذين يقطنون مسكناً إدارياً، حينما اضطرت الإدارة أن تأويهم هناك مؤقتاً حينما غمرت المياه غرفهم، لذا لم يكن الباب مغلقاً عليهم، واستطاعوا أن يخرجوا بسرعة لملاحقة اللصوص. يقول: «اتصلت بنا الزميلات، ومنهن شقيقتي صفاء؛ لإخبارنا أن أشخاصاً موجودون على سطح الإدارة، ومنهم من يحاول اقتحام الجناح، فخرجنا نحمل عصي ماسحات الأرض الخشبية، وبدأنا نركض في كل اتجاه، لمحنا أحدهم يخرج من المقصف وأطلق ساقيه للريح، وتعقبناه بعدما تفرقنا لمجموعات. وعندما أمسكنا به قال لنا إنه أحد اللصوص، اتصلنا بالمدير والأساتذة وهم اتصلوا بالشرطة، وعندما حضرت سلمناهم الشخص الذي قبضنا عليه. لم ننم منذ الثالثة ليلاً حتى الصباح، لأننا نعرف الغرض وراء تسلل هؤلاء واستهدافهم مراقد الإناث دون الذكور؛ وذلك لإرهابهن ومحاولة اغتصابهن. أسامة رمبوك «19 سنة، طالب بالسنة الثانية اقتصاد» الوحيد الذي استعان بآلة رياضية لكمال الأجسام تشبه عصى حديدية، وذلك حتى يواجه العصابة، فقال إن أصدقاءه طرقوا باب غرفته ليخبروه عما يجري خارجاً، فتأهبوا جميعاً ضد أي خطر وفق خطة إن كل مجموعة تقصد وجهة معينة؛ ليطوقوهم، لكنهم فروا فيما أمسكوا بواحد قيل إنه حارس أثناء محاولته الإفلات. لا أمن! تقول فاطمة دراز المسؤولة الاقتصادية لمعهد مولاي الحسن للأقسام التحضيرية للهندسة العليا إنها لاحظت غياب الأمن حين التحقت بهذه البناية الجديدة، وقبل أسبوع من الحادث تم سرقة المقصف، وقبلها عثر على محاولات للسرقة في المختبرات، وبعد الحادث كان هناك اجتماع مع والي الأمن ونائب التعليم بمدينة طنجة وممثلين عن الطلبة، وقد وفروا لهم دوريات شرطة، كما جلبنا ستة حراس أمن خاص. وطالبت بوضع كاميرات؛ لأجل حماية مشددة. كما صرح مصدر أمني من الفرقة الجنائية الثالثة بطنجة التي تحقق في الحادث بأن الشخص الذي ألقي عليه القبض من قبل الطلبة كان حارساً للمقصف، وأنه اضطر إلى الكذب على الطلبة الذين أمسكوا به وقال لهم إنه فرد من أفراد اللصوص؛ لينجو بجلده.