كان الخبر مفاجئاً للجميع سواء المتخصصون فى إدارة وتكنولوجيا المعلومات أو المهتمون بالشأن السياسى، تعيين الدكتور ياسر على، المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية، رئيساً لمركز دعم واتخاذ القرار بمجلس الوزراء كان غريباً على المتخصصين الذين قالوا إنه أول طبيب بشرى يتولى هذا المنصب، وعلى السياسيين الذين تساءلوا كيف لأحد موظفى «الرئاسة» السابقين أن يشرف على استطلاعات الرأى التى يجريها المركز وتقيس أحوال المصريين سياسياً واقتصادياً واجتماعياً. «عندك وزارة الثقافة.. أو تكون سفير.. وممكن تمسك مركز معلومات مجلس الوزراء، شوف يا حبيبى تختار إيه»، حوار توقع الدكتور حازم عبدالعظيم، وزير الاتصالات الأسبق، أن يكون دار بين الرئيس مرسى، وياسر على، خاصة أن الأخير صرح أن توليه لمنصبه الجديد، كان بناء على طلبه، الأمر الذى فسره «عبدالعظيم» بأنه سابقة فى تاريخ المركز، لكنها ليست مستبعدة فى زمن «الإخوان»، الذى يتسم بوجود كل شىء وعكسه. قارن «عبدالعظيم» بين نفسه والدكتور ياسر على، لمعرفة أيهما أحق بالمنصب، متعجباً من اختيار شخص يحمل شهادة بكالوريوس طب، وترك شخص مثله حاصل على دكتوراه و2 ماجستير فى الإدارة وتكنولوجيا المعلومات، بالرغم من أنه جرت العادة أن يتقلد رئاسة مركز المعلومات شخص حاصل على درجة عالية فى تكنولوجيا المعلومات أو الإحصاء أو بحوث العمليات أو الهندسة. عدم الكفاءة ليس المشكلة الوحيدة، وفقاً للمنظور السياسى، متمثلاً فى رأى الدكتور حسن نافعة، أستاذ العلوم السياسية، فالأمر يعكس رغبة فى الاستحواذ على المناصب المهمة فى الدولة لحساب جماعة الإخوان المسلمين، خاصة أن عنصر المجاملة والعنصر السياسى واضح جداً فى الأمر، فالمنصب يحتاج شخصاً فنياً وموضع ثقة فى نفس الوقت، وإذا كان «ياسر على» موضع ثقة، لكنه لا يملك ما يؤهله لذلك المنصب. بالإضافة إلى ما سبق، فإن خطورة الأمر، فى رأى حازم عبدالعظيم، تتمثل فى إمكانية استغلال المركز فى إدارة اللجان الإلكترونية من أجل «الإخوان»، واللعب فى استطلاعات الرأى التى يجريها المركز: «نحن نعيش عصر الإخوان المسلمين بكل ملامحه، فالدولة تُدار الآن من مكتب الإرشاد، لضم الأهل والعشيرة، وأخونة الدولة بأكملها، وبالتأكيد ستوظف نتائج استطلاعات الرأى، التى سيجريها مركز معلومات مجلس الوزراء، لتحقيق هذا الهدف، فمن المتوقع أن يدير المركز شخص من مكتب الإرشاد، حتى يوجهه «خيرت الشاطر» شمالاً ويميناً».