قال الشيخ ياسر برهامى، نائب رئيس «الدعوة السلفية»، إن تطبيق الزكاة هو الحل الأمثل لخروج مصر من الأزمة الاقتصادية التى تمر بها، والحل الأمثل لها يكمن فى تطبيق فرض الله، مضيفاً: الرئيس محمد مرسى لا يستطيع أن يطبق الشريعة الإسلامية فى ظل الظروف الصعبة للبلاد. وقال «برهامى»، خلال ندوة بمسجد حاتم بالإسكندرية أمس الأول، إن «البنوك الإسلامية عايزة تتعدل عشان تبقى بنوك حلال»، مؤكداً أهمية بذل الجهد لعمل أبحاث حقيقية لحل مشاكل مصر. وطالب المستثمرين باستغلال أموالهم داخل مصر لتشغيل الشباب. وقال إن حزب النور، الذراع السياسية للدعوة السلفية، سينسق بين الأحزاب الإسلامية عقب استكمال حزب النور بناءه الداخلى، حتى يشرع فى التفاوض مع باقى الأحزاب قُبيل الانتخابات البرلمانية، مضيفاً: مصر لا يمكن حكمها بفصيل واحد. كما جدد رفضه إلزام الأحزاب بوضع المرأة فى ترتيب معين فى قوائمها الانتخابية، بقوله: «الأمر منافٍ للدستور وللكفاءة، ونحن معترضون عليه»، وهذا خلاف لما نص عليه من عدم التمييز. وأوضح نائب رئيس «الدعوة السلفية»: «هناك ناس كتيرة عايزة تحرق البلد، ولا بد من تغيير ثقافة العمل وإعطاء قيمة للعمل الفنى والحرفى». وعن تهنئة المسيحيين بأعيادهم، قال: «التهنئة المرتبطة بأمر عقائدى لا تصح، أما البر والقسط فى المعاملة والمناسبات الاجتماعية فهما أمر لا حرج فيه»، وتابع: «نحن نعامل الناس بالعدل والبر والإحسان، وهى من باب المعاملات المشروعة، وطول عمرنا عايشين مع بعض سنين ولم يظلم أحد الآخر». فى المقابل، رفض الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الشريعة بجامعة الأزهر، الارتكان إلى الزكاة كحل للأزمة الاقتصادية، لأن الزكاة يؤديها الناس فى مصارفها الشرعية، وفق قول الله تعالى: «إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاء وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِى الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِى سَبِيلِ اللّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِّنَ اللّهِ وَاللّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ»، وبالتالى لا يجوز إخراج الزكاة لخزانة الدولة وسد عجزها، مطالباً من يصدر فتوى بدفع الزكاة لحل الأزمة الاقتصادية بالتوقف عن إطلاق تلك الفتاوى وترك الإفتاء لعلمائه. وأشار «كريمة» ل«الوطن» إلى وجود مسلك آخر نص عليه الفقهاء بعيداً عن الزكاة لمساعدة خزانة الدولة، يتمثل فى فرض الضرائب على الأغنياء، وهو ما أكده جمهور الفقهاء من وجود نصوص شرعية تؤكد وجود حقوق أخرى غير الزكاة على المسلم، حيث قال الرسول عليه الصلاة والسلام: «من كان معه فضل ظهر فليعُد به على من لا ظهر له، ومن كان له فضل زاد فليعُد به على من لا زاد له».