رغم ارتفاع مؤشر الإنتاج الدرامى فى العام الماضى، فإن الجمهور لم يشعر بأنها تحمل أفكاراً جديدة، واكتفوا فقط بمتابعة الأعمال التى تحمل توقيع كبار النجوم الذين عادوا إلى الشاشة بعد غياب دام سنوات طويلة، مثل عادل إمام ومحمود عبدالعزيز. عن حال وواقع الدراما تحدث السيناريست بشير الديك، بعين الناقد والمحلل، قائلا: «تابعتُ بشكل دقيق الأعمال الدرامية التى تم إنتاجها وعُرضت العام الماضى، وأستطيع القول إننى معجب بالتجارب الجديدة، مثل (خطوط حمراء) و(الحارة)، وأعتقد أن عام 2012 خلق تيارات جديدة فى الكتابة والإخراج، وأتوقع لها مستقبلاً أن تتطور». وأضاف «الديك»: «أتصور أن تجربة يحيى الفخرانى فى مسلسل (الخواجة عبدالقادر)، رغم نضجها وعمقها الفكرى، إلا أنها كلاسيكية بدرجة كبيرة، وأرى أن مسلسل (عمر بن الخطاب) للمخرج حاتم على وبطولة سامر إسماعيل، هو أجمل وأقوى عمل درامى تم عرضه فى الفترة الأخيرة، حيث شاهدنا عملاً قوياً يحترم عقل الناس ويكسر التابوهات القديمة، ولذا نال هذا العمل أعلى نسبة مشاهدة». أما السيناريست عاطف بشاى فيرى أن «مسلسل (الخواجة عبدالقادر) هو الأفضل من حيث المحتوى ولغة الحوار وأداء الممثلين». ويقول عن مسلسل «فرقة ناجى عطالله» إنه يستحق أن يفوز بلقب أسوأ عمل فى 2012، فالبناء الدرامى للمسلسل ضعيف جداً، وعندما أراد المؤلف إضفاء المزيد من الإثارة والتشويق على المسلسل اعتمد على صُدف ساذجة وعبيطة، كما أن إيقاع المسلسل كان مهلهلاً جداً لدرجة تجعل من الصعب متابعة المسلسل حتى النهاية». وتابع «بشاى»: «أعتبر الموسم الدرامى الماضى هو الأسوأ فى لغة الحوار، حيث ارتفعت الألفاظ البذيئة التى تخدش الحياء، وفى تصورى يُعتبر مسلسل (شربات لوز) ليسرا هو رقم واحد فى عدد الجمل والألفاظ البذيئة، ولا تندهش إذا قلت إنها خسرت كثيراً بسبب هذا العمل الضعيف من حيث الفكرة، والذى يحوى ألفاظاً بذيئة لا تُعد ولا تُحصى». وأضاف «بشاى»: «يخطئ الكتّاب الجدد عندما يتصورون أن ارتفاع قاموس البذاءات شىء إيجابى، لأنه يعكس الأمر الواقع، فاللغة السوقية والمنحطة ليست دليلاً على النضج والتفاعل مع الواقع، ولغة الدراما يجب أن تسمو فوق الانحطاط الذى يُلوث الأذن عندما نمر فى الشارع». ويعلق المؤلف محمد صفاء عامر على الموسم الدرامى الماضى قائلا: «بصراحة شديدة لم أتابع الأعمال الدرامية التى أُنتجت فى 2012 بسبب الزحمة التى أفسدت متعة المشاهدة، ففى غمار الزحام تسقط أعمال مهمة، وتظهر على السطح أعمال بلا قيمة فنية حقيقية». ويواصل «عامر»: «وإلى جانب الزحام هناك سبب آخر جعلنى أبتعد عن المشاهدة، وهو حالة الغليان التى تسيطر على الشارع السياسى الآن، والتى انتهت بصعود تيار الإسلام السياسى إلى صدارة المشهد، الأمر الذى يُهدد الأعمال الفنية والإبداعية بالسقوط تحت مقص الرقابة الدينية مستقبلاً».