وصفت مجلة «ذا ناشيونال إنترست» الإدارة الأمريكية بأنها ودودة للغاية فى التعامل مع رئيس الوزراء العراقى نورى المالكى والرئيس المصرى محمد مرسى، رغم أن كليهما يريد أن يكون ديكتاتوراً ويتحرك أكثر نحو حكم خاضع لسيطرة شخص واحد. وأضافت أن الإدارة الأمريكية تغمض عينيها عن المتظاهرين المطالبين بالديمقراطية فى الشوارع للحفاظ على خطوط الاتصال مفتوحة مع الطغاة الذين فى القصور. وأشارت إلى أن «المالكى» يواصل تعزيز سلطاته على حساب السنَّة والأكراد. وأوضحت أن السنَّة على حافة إطلاق ثورة ضد «المالكى» بينما يستعد الأكراد لحرب إن واصلت بغداد محاولاتها لوقف جهودهم لتعظيم الفائدة الناتجة عن حقولهم النفطية. ووصفت المجلة الأمريكية الوضع فى مصر بأنه أسوأ، مشيرة إلى أن «مرسى» ومؤيديه من الإسلاميين يرون أن الانتخابات الديمقراطية وسيلة لنهاية غير ديمقراطية. وأشارت إلى الإعلان الدستورى الذى أصدره «مرسى» لتحصين قراراته من أى مراجعة قضائية، وكذلك تحصين الجمعية التأسيسية الخاضعة لسيطرة الإسلاميين التى تتولى كتابة الدستور. وأضافت أن الإدارة الأمريكية تقول إنها ملتزمة تجاه عراق ومصر ديمقراطيين. وطالبت واشنطن بإلزام نفسها باتخاذ إجراء فعلى مثل وقف المعونة عن العراق ومصر حتى يتراجع «المالكى» و«مرسى» عن طموحاتهما الديكتاتورية. وفى اتصاله مع «الوطن»، حذر الكاتب والمحلل السياسى العراقى د. عبدالكريم العلوجى المصريين من مواجهة مصير العراق، مؤكداً أن ما يجرى حالياً فى مصر هو ما جرى فى العراق بعد الاحتلال الأمريكى. وأضاف أن الخلافات السياسية بدأت فى العراق لدى تفجير المرقدين الشيعيين فى سامراء بعد 6 أشهر من الاحتلال، مما أدى إلى اندلاع الصراع بين السنَّة والشيعة. وأوضح أن مصر تشهد حالياً مثل هذا الصراع بين التيار المدنى والتيار الإسلامى السياسى. وأضاف أن ما يحدث حالياً من تبادل الاتهامات بين الكفر والإلحاد مؤشر خطر على أن الوضع السياسى فى مصر مهدد بالانهيار. من جهة أخرى، أكدت د. مى مجيب، مدرس العلوم السياسية فى كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، ل«الوطن»، وجود تشابه كبير بين حكومتى «مرسى» و«المالكى»، اللتين وصفتهما بأنهما حكومتا خلق الأزمات. وأوضحت أن حكومة المالكى سعت إلى مواجهات مع التيار الصدرى الذى يقوده الزعيم الشيعى مقتدى الصدر ثم الأكراد ثم السنَّة، مشيرة إلى أن جميع القوى السياسية تعارض «المالكى» وتدعو إلى عصيان مدنى فى الموصل والأنبار. وأضافت أن حكومة «مرسى» كذلك خلقت أزمات منذ توليه للسلطة بدءاً من قراره إعادة مجلس الشعب بعد أن قررت المحكمة الدستورية حله، ثم عزل النائب العام والإعلان الدستورى الذى أصدره الشهر الماضى، وقسم البلاد إلى إسلاميين وغير إسلاميين والاستفتاء على الدستور الذى أصر على إجرائه رغم معارضة جميع القوى السياسية، مشيرة إلى أن هذه القوى تدعو إلى العصيان المدنى وتتوعد بمظاهرات حاشدة يوم 25 يناير ضد «الإخوان» والإسلاميين.