يزداد الانقسام فى الشارع المصرى، وتنتشر اللافتات المليئة بالسُّباب والتحريض، وتعلو الأصوات المحذرة من حدوث حرب أهلية وشيكة، ثم يخرج علينا رئيس الجمهورية الدكتور محمد مرسى ليقول إن المصريين لن يلجأوا للعنف تحت أى ظرف، ويتعرض الدكتور السيد البدوى، رئيس حزب الوفد، لاعتداء فى ميدان التحرير، ويقوم متظاهرون فى مليونية «الشرعية والشريعة» فى ميدان النهضة بالجيزة بقطع 3 أصابع لشخص وجه إليهم اللوم، ثم يستنكر الدكتور عصام العريان، القيادى بحزب «الحرية والعدالة»، استخدام المصريين للعنف، ويحاول طمأنة ملايين المصريين الذين كانوا يخشون من حدوث عنف واشتباكات فى المليونية، قائلاً: «لن يكون هناك عنف ولا اعتداءات متبادلة، إنما حوار ونقاش».. نشاهد فوارغ القنابل المسيلة للدموع وزجاجات المولوتوف، ويسقط بعض المصابين وأحياناً الشهداء فى التظاهرات المختلفة، ويصر كل من المتظاهرين و«الداخلية» على أنهما لم ولن يلجآ إلى استخدام العنف. «الإنكار لن يفيد، وعلينا أن نبدأ بعلاج المشكلة قبل أن تتفاقم»، قالها الدكتور عبدالله المغازى، أستاذ القانون الدستورى، المتحدث الرسمى لحزب الوفد، معلقاً على حرص بعض الموجودين حالياً فى السلطة، بدءاً من رئيس الجمهورية على إنكار وجود أى عنف فى الشارع المصرى، على الرغم من أن شرارة العنف تزداد يوماً بعد يوم، ويخشى الجميع أن تتحول فجأة إلى نار حامية، ويجب على الرئيس ألا يسير على نهج النظام السابق، الذى اعتاد على إنكار مشاكلنا بل وتخبئتها. العنف الذى تعرض له الدكتور السيد البدوى، فى ميدان التحرير، يعد أحد أشكال العنف الذى أصاب بعض المصريين، الذى يستنكره «المغازى» بشدة، كما يستنكر أيضاً الاعتداء على مقار الإخوان المسلمين، وإتلاف ما فيها، فكافة تلك الممارسات مرفوضة ويجب أن ندينها جميعاً مهما اختلفنا معهم فيما يتعلق بالشأن السياسى.