رأى المحلل الإسرائيلي للشئون العربية "جاكي خوري" في مقاله المنشور بموقع "جلوبس" الإسرائيلي أن الرئيس المصري "محمد مرسي" علا فوق سحاب عملية "عمود السحاب" الإسرائيلية في غزة، مشيراً إلى أن تلك العملية جاءت له في وقتها لكسب مزيد من التأييد داخلياً وخارجياً. وأضاف "خوري" أن ما يحدث الآن غريب جداً، فمصر استدعت على وجه العجلة سفيرها من تل أبيب تعبيراً عن احتجاجها الشديد على ممارسات إسرائيل، بينما ثمة مسئول أو سياسي في إسرائيل، حتى الأكثر عقلانية بينهم، لم يقل كلمة سيئة تعقيباً على ذلك. وتابع "خوري" أن باراك ليس الوحيد المستفيد من تلك العملية، زاعماً أنه لو كان هناك أحد جاءت تلك العملية في الوقت المناسب بالنسبة له، فهو الرئيس محمد مرسي، مشيراً إلى أن النقاط التي فقدها خلال الأشهر الأخيرة عندما ظهر كشخص غير قادر على تحقيق الاستقرار للاقتصاد المصري في وقت قصير مثلما وعد، استعادها الرئيس مرسي الآن في ملف العلاقات الخارجية. وأكد أنه يكفي النظر إلى سلسلة التعبيرات عن التضامن المبهرة التي قدمها لسكان غزة، بدءًا من استدعاء السفير للتشاور، ومروراً بإيفاد رئيس وزراء مصر هشام قنديل لزيارة غزة، والتي شملت زيارة مصابين وإطلاق تصريحات مؤيدة لسكان القطاع، وانتهاءً بتأكيده لسكان القطاع "نحن جزء منكم، وأنتم جزء منا، ولن نتخلى عنكم أبداً". وأضاف "خوري" أن الهدف من كل تلك الخطوات هو أن يظهر للعالم العربي أن مصر التي كانت أم العالم العربي سابقاً تستدعي مرة أخرى أبناءها المهملين إلى أحضانها مرة أخرى، مشيراً إلى أن الرئيس مرسي رغم ذلك لم يهاجم إسرائيل بشكل مباشر. وأردف "خوري" أن النظام المصري الجديد كسب التأييد من قبل الرأي العام، مشيراً إلى أن المظاهرات العنيفة التي لطالما اندلعت في عصر الرئيس السابق حسني مبارك أثناء المواجهات بين الجيش الإسرائيلي والفصائل في غزة لم تظهر هذه المرة بميادين القاهرة، حيث اتجه الاحتجاج في الشوارع المصرية ضد الكيان الصهيوني فقط. وأضاف "خوري" أن مصر اليوم أصبحت مختلفة، والرئيس مرسي أثبت للجميع أنه من الممكن الوقوف إلى جانب أحد الطرفين المتخاصمين في مواجهة عسكرية دون فقدان الطرف الآخر، مشيراً إلى أن الرئيس مرسي تمكن من احتضان سكان غزة، وفي الوقت ذاته أجبر إسرائيل على تقديره، مدللاً على كلامه بأن وزير الدفاع السابق، "عامير بيرتس" ذهب بعيداً وقال إن مرسي أفضل لإسرائيل من سابقه مبارك.