أكد عدد من الخبراء والدبلوماسيين أن العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة هو محاولة من رئيس الوزراء الإسرائيلى نتيناهو لتدعيم موقفه الانتخابى، وأشادوا بموقف مصر وسحب سفيرها من تل أبيب. قال الدكتور عماد جاد الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية و الاستراتيجية إن العملية العسكرية الإسرائيلية فى غزة والتى تنفذها القوات الإسرائيلية سوف تتطور لاجتياح برى دون شك . و اكد جاد ان هناك مخططاً إسرائيلياً لاستفزاز مصر فى محاولة للرد على التطورات الجارية من دعم لغزة من الجانب المصرى . و أشار جاد إلى أن بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلى بناميين نتانياهو يعيد ترتيب أوراقه الانتخابية من أجل ضمان نجاحه فى الاستحقاق الوزارى القادم . و أضاف جاد أن هناك رسالة موجهة لسكان غزة و قيادات حماس أن الاستقواء بمصر عديم الفائدة و أن إسرائيل تستطيع أن تفعل ما تشاء ووقتما تشاء مثل أيام العهد السابق وقال: «هناك محاولة لجر مصر فى التوقيت الحالى لحرب أو مواجهة مع إسرائيل» . و حذر جاد من الانجرار وراء أفعال اسرائيل فى حرب تحدد هى وقتها ومكانها.حول فتح معبر رفح من الجانب المصرى للتخفيف عن سكان غزة حذر جاد من أنه خوفا من الاجتياح قد يضطر الآلاف من الفلسطينيين إلى النزوح لسيناء ، هذا ما قد تستغله إسرائيل و ترفض عودتهم و تطالب بتوطينهم فى سيناء، و أكد جاد انه مع فتح المعبر و لكن بضوابط خشية أن تستغله إسرائيل بعد ذلك لغزو سيناء . و ثمن جاد ما قام به الرئيس مرسى من سحب للسفير المصرى فى إسرائيل وقال: « أعتقد أن هذا القرار يبين قوة رد الفعل المصرى و هو خطوة و رسالة مهمة لإسرائيل بأن عملية السلام مرتبطة بغزة: وعن تطور المقاومة الفلسطينية و أسلحتها أكد جاد أن التطور موجود وحقيقى وهذا ما شاهده الجميع فى نوعية الصواريخ و حجم الضرر الإسرائيلى وهذا ما جعل الجانب الإسرائيلى يتقدم بشكوى لمجلس الأمن الدولى من أجل تجريد المقاومة من أسلحتها وهذا ما ينبئ بأن المواجهة الحالية دموية وستستمر لفترة طويلة. من جانبه، قال محمد عاصم سفير مصرالأسبق لدى إسرائيل إن قرار سحب السفير المصرى عاطف سالم الأهل من إسرائيل كرد على العدوان الإسرائيلى على غزة يمكن أن يكون له تأثير فى الموقف الإسرائيلى إذا قامت القيادة الإسرائيلية بمراجعة حساباتها بشكل هادئ ،ودراسة مكاسبها وخسارتها من أى عملية فى غزة. وأشار عاصم إلى أن إسرائيل لو ارتأت القيام بعملية داخل غزة بصرف النظر عن المواقف الدولية ستفعل ذلك ،موضحا أن العلاقة بين غزة وإسرائيل مقلقة دائما للنظام المصرى سواء فى الحكم الحالى أو نظام مبارك حيث كان دائما يتدخل اللواء عمر سليمان للتهدئة ،إلا أن النظام الحالى برئاسة الرئيس مرسى أكثر وضوحا تجاه غزة، فالرئيس مرسى المعروف بانتمائه للإخوان المسلمين يربط العلاقات المصرية الإسرائيلية بغزة ،ولذا احتج على الاعتداء بسحب السفير على أمل ان مثل هذه الإجراءات قد تعمل على إعادة النظر فى سياستها تجاه غزة،الا انها لا تردع اسرائيل من القيام بعملية ضد غزة اذا ارادت ذلك فى إطار محاولة نتنياهو كسب الانتخابات وإثبات قدرته على حماية المواطن الاسرائيلى ،حتى لايمنى بالهزيمة فى الانتخابات وينظر إلى إسرائيل على انها ضعيفة لذا يعمل على كسب الانتخابات بمثل هذه العمليات. و قال عاصم : «اما بالنسبة لمقتل الجعبرى فإما ان تكون العملية قد تمت عبر أجهزة متقدمة او عبر خائن قام بالإدلاء عن سيارة احمد الجعبرى». من جانبها،نظمت عدد من القوى السياسية والنقابية بعد ظهر الخميس الماضى وقفة تضامنية مع قطاع غزة فى مواجهة الاعتداءات الصهيونية الاخيرة المتواصلة. وقال الدكتور جمال عبد السلام مدير لجنة العلاقات الخارجية باتحاد الأطباء العرب وأمين عام نقابة اطباء مصر إن الوقفة التى دعا اليها الأطباء العرب بدأت بعد صلاة الظهر بمسجد عمر مكرم بميدان التحرير ثم انطلقت إلى مقر الجامعة العربية للتعبير عن تنديد المتظاهرين بالعدوان الصهيونى على غزة والمطالبة بموقف عربى موحد لدعم الشعب الفلسطينى . وأضاف عبد السلام إن المتظاهرين توجهوا بعد ذلك الى قصر عابدين للمطالبة بموقف مصرى داعم للشعب الفلسطينى يتناسب مع مصر بعد الثورة و أول ما أن قامت به مصر هو سحب سفيرها فى الكيان الصهيوني. وأشار عبد السلام إلى ان عددا من القوى السياسية والنقابات المهنية شاركت فى الوقفة. بدورها قامت وزارة الخارجية بإبلاغ السفير الإسرائيلى فى القاهرة رسالة احتجاج شديدة اللهجة على العدوان الإسرائيلى الغاشم على قطاع غزة ، وطالبت مصر فى الرسالة بالوقف الفورى للعدوان على القطاع. كما طالبت مصر فجر الخميس الماضى رسميا عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن بالأمم المتحدة لبحث العدوان الإسرائيلى الغاشم على الشعب الفلسطينى فى غزة.