طفا على السطح، لتلقيه أمواج الثورة على تخوم السلفية التكفيرية، فقرر أن يخلق من نفسه ورفقائه المقربين «جبهة سلفية» ضد الليبراليين والعلمانيين ورفقائه السلفيين المتخاذلين عن نُصرة شريعة الدين. منذ أن أسس جبهته السلفية وهى تتبنى المواقف «اليمينية» للتيار الإسلامى، خروجه فى كل فاعليات الثورة، نقده المستمر للمجلس العسكرى.. اشتراكه فى أحداث العباسية، دفاعه المستميت عن حازم صلاح أبوإسماعيل وتصريحه بأنه سيندمج مع حزبه.. رفضه للدستور إذا لم تنص مادته الثانية على تطبيق الشريعة.. كل ذلك جعل منه ملجأ للراديكاليين من الإسلاميين. هاجم شيوخ الدعوة السلفية فى الإسكندرية، واتهمهم بالتخاذل والتفريط، وعندما رأى نيران فتنة حزب النور، بدا وكأنه يصطاد فى ماء عكر، حيث أعلن عن تأسيس حزب «الشعب» أمس الأول من داخل نقابه الصحفيين مدعياً أنه سيضم ملايين السلفيين، الذين هربوا من جحيم النور وشيوخه «الموالين»! سأطبق شرع الله دون توانٍ.. هكذا قال خالد سعيد، المولود فى مدينة المنصورة عام 1970 فانجذب إليه «الناقمون» على الأحزاب الإسلامية «المتخاذلة» فى معركة الشريعة، كما جعل جبهته وحزبه الجديد يضمان أنصار أبوإسماعيل. لمعرفته اليقينية أن السياسة تستلزم أحياناً بعض التنازلات، وتأسيسه لحزب سياسى تأكيد منه أنه دخل فى ساحة الممكن بدلاً من ساحة المأمول. فحافظ الجيولوجى الذى يعمل فى قطاع البترول والذى لم يكن أحد يعرفه قبل الثورة على خطابه المأمول دائماً، ولتأكيده أن خطابه لا يمكن أن يتحقق بالكامل سياسياً رغم تبنى حزبه لهذا الخطاب، فكانت إشكالية كبيرة لما يتبناه وما يعتقده، فجاءه الحل فتحاً ربانياً، ستبقى الجبهة السلفية كما هى بمنهجها «الراديكالى»، حتى إذا لم يستطِع الحزب تنفيذ خطابه تبنته الجبهة ونادت به فى الميادين. ورغم إعلانه المستمر أن حزبه بعيد تماماً عن مشاكل حزب النور وانشقاقاته فإن كثيرين من أعضاء الحزب، خاصة غير «السكندريين» منهم انضموا لحزبه الجديد، أملاً فى أن يجدوا ما افتقدوه فى «النور» بعد خوضه غمار السياسة وخسارته فى معركة الممكن لعل «الشعب» يكسب معركة المستحيل. تأكيده على اندماج حزبه الجديد فى حزب أبوإسماعيل عند تأسيسه جذب إليه إضافة إلى المشتركين معه فى المنهج، المعجبين التابعين ل«أبوإسماعيل».. ولكن ما يجعل خالد سعيد والجبهة السلفية يختلفان عن «أبوإسماعيل» أنهما يمثلان تياراً بعينه موجوداً فى التيار السلفى لا يقبل بأنصاف الحلول، وهو ما يتصف به أتباع «أبوإسماعيل» إلا أنهم يتميزون عنه بأنهم يعلون من «المنهج» الذى لا يتأثر بأشخاص، فإذا قرر «أبوإسماعيل» ترك السياسة ذابت حركته وأتباعه فى الحركات الأخرى!.