اخر اخبار مصر اليوم : المترو يحتفل باليوبيل الفضى بإذاعة أغانٍ وطنية.. والركاب يتساءلون : هو فيه إيه؟

لم يكن ركاب المترو أمس يعرفون سبب إذاعة أغانٍ وطنية عبر الإذاعة الداخلية للمترو، لكنهم شدوا معها.. على رصيف محطة «المظلات» وقف شاب يراوح ذهابا وإيابا فى انتظار القطار الذى تأخر، وعينه لم تفارق شفاه الركاب الذين راحوا يرددون الأغانى التى يذيعها المترو.
«فيها حاجة حلوة.. فيها كل مدى تزيد زيادة فيها إن»، كلمات رددها الجميع، وبين حين وآخر يستوقف الشاب شابا آخر ويسأله عن سبب هذه الأغانى، فتكون الإجابة فى كل مرة مختلفة.
«إنت ماتعرفش يا أستاذ.. مش احنا هنحارب»، ويجيبه آخر: «هو حضرتك مابتحبش مصر ولا إيه؟»، فيما يواصل ثالث الغناء دون إبداء أى رغبة فى معرفة السبب: «ماشفش الرجال السمر الشداد وصبايا البلد.. يا حبيبتى يا مصر». على بعد خطوات كان حديث الأغانى الوطنية هو سيد الموقف، وكلما اشتد الزحام ازداد تساؤل الركاب عن الأغانى، يسأل أحد الرجال شابا ذا ملابس أنيقة: «الأغانى دى مشغلينها ليه يا ابنى؟»، فيعقب الشاب بلهجة صارمة: «أصل مصر كسبت السنغال امبارح»! فينظر الرجل صوب الشاب شزرا فيما يكتم الشاب ضحكاته، حالة من الضحك الجماعى انتابت الجميع، فحاولت فتاة أن تفك اللغز بسؤال أحد أفراد أمن المترو على «ماكينة التذاكر»: «لو سمحت، هى الأغانى دى إيه لزمتها؟»، فأجابها: «هو حد فاهم لهم حاجة.. اسمعى وخلاص».
مرور 25 عاما على تشغيل مترو الأنفاق هو سبب هذه الاحتفالات التى حيرت الركاب، وما إن عرفوا السبب حتى تجاوبوا معها مرحبين ومحتفلين.
لكن العاملين فى جهاز مترو الأنفاق كان لهم رأى آخر: «يوبيل فضى إيه واحتفالات إيه؟ ده خسائر المترو وصلت إلى 500 مليون جنيه فى العام بسبب الأعطال المتكررة».. كلمات علق بها العاملون على الأغانى، فما يعنيهم ليس الاحتفالات ولكن إصلاح المشاكل التى يعانيها الجهاز.
وقال رفعت عرفات، رئيس النقابة المستقلة للعاملين بمترو الأنفاق، إن «المرفق يعانى من انعدام الصيانة تماما وإجحاف حقوق العاملين»، مشيراً إلى أن النقابة المستقلة أرسلت استغاثات إلى رئيس الجمهورية ورئيس مجلس الوزراء، حذرت فيها من انهيار الصيانة بالمترو، ما يؤدى إلى كوارث بشرية.
ومن جانبه، قال المهندس عطا الشربينى، رئيس الهيئة القومية للأنفاق، إنه سيتم عمل حفل اليوبيل الفضى للمترو فى وزارة النقل يوم 7 أكتوبر المقبل، وسيتم عرض ما تم إنجازه خلال 25 عاما، والعوائق التى واجهتنا وكيفية التغلب عليها والخطة المستقبلية للمترو.