أعلن الشاعر الكبير أحمد عبد المعطي حجازي، عن تخوّفه من حكم الإخوان المسلمين، الذين يعتقدون أنهم يحكمون بقوانين سماوية، وهم القادرون على فهمها، ويرفضون أي تفسير آخر لها دون استماع للرأي الآخر- حسب تعبيره. وقال حجازي، خلال لقائه ببرنامج "تلت التلاته" على فضائية "أون تي في": "إنه لا إبداع دون حرية، فالحرية هي روح الإبداع، فالمبدع هو الوحيد الذي يجب أن يضع لنفسه الشروط التي يريد أن يطبقها، ولا يجب أن يفرض عليه شيء، وهذا ما يخشى منه المبدع خاصة بعد صعود التيار الإسلامي للحكم، مؤكدا في الوقت نفسه أن النظام الذي حكمنا منذ 1952هو الذي يحكمنا الآن بوجوه أخرى. وأشار حجازي إلى أن التيار الإسلامي أصبح هو القوة الوحيدة التي تمتلك السلطة في مصر، مضيفاً أنهم يحتكرون السلطة في يدهم، وبالتالي يجب على المفكرين وأصحاب الرأي أن يتخوفوا من المساس بحرية التعبير والرأي، مضيفاً أن الشواهد كثيرة على ذلك، منها إلغاء الكثير من المقالات التي كانت تنشر لصحفيين كبار. وأعلن أن الوضع الحالي للبلد أصبح مخيف، وذلك لوجود خطة لمنع بعض الكتاب من الكتابة، وذلك على عكس ما كان يجب أن يكون، فالوضع الأمثل هو أن يتم إذاعة أعمال الفنانين، وأصحاب الرأي، والكتاب على الجمهور، ويتم مناقشة هذه الأعمال من النقاد، ويكون الجمهور هو الحكم في النهاية. وأعلن حجازي عن ارتياحه لرحيل المجلس العسكري؛ لأنه كان إيذانا برحيل حكم العسكر، متسائلا: "لكن هل انتهى حكمهم بالفعل" ؟ ومجيبا على نفسه: "مازال الشعب لا يحكم والأمة ليست مصدر السلطات حتى الآن". وميّز حجازي بين مؤسسة الأزهر الشريف وشيخه قائلا: "أحمد الطيب رجل عالم حقيقي ومستنير ومتصوف، لكنه مثقل بتاريخ من الانحياز للسلطة" مشيرا إلى أن الأزهر لعب أدوارا إيجابية في مناسبات مختلفة خلال الحملة الفرنسية، والثورة العرابية، وثورة 19 ، مذكرا في نفس الوقت بانحياز الأزهر للملك فؤاد في صراعه مع سعد زعلول، واتخذ موقفا لا نقبله من الشيخ علي عبد الرازق . وعن مدينة القاهرة ، وصفها حجازي بأنها " تشبه سيدة عجوز تجلس تحت بيت مهدم في حرارة الشمس قائلا: "أنا أشفق علي المدينة الشامخة المثقفة الأنيقة وأنا آراها تصل إلى هذا الصورة السيئة، وكانت مثقفة تهتز للشعر وتتمايل طربا ومسارحها مضيئة وشوارعها نظيفة ونسائها جميلات ورجالها أقوياء شامخون هذه هي المدينة التي عرفتها في الستينات، والخمسينات، الطغيان قهرها وأذلها وأعادها قرون للوراء". وناشد حجازي، رئيس الجمهورية أن يشرح الدولة المدنية، لأنه يرى أن برامج الإخوان لا تؤدي إلى الدولة المدنية . كما وصف حجازي ثورة 25 يناير في قوله: "ميلاد جديد وسوف تنتصر والفرق بينها وبين ثورة يناير عام 1977 أن يناير زمان كانت ثورة من أجل الخبز، ويناير الثانية كانت من أجل الحرية، والأولى انتصر فيها الطغيان والثانية انتصرت فيها الأمة".