نجح نادي ريال مدريد الاسباني في الفوز على غريمه بطل الدوري الانجليزي نادي مانشستر سيتي وبثلاثة أهداف مقابل هدفين بعد مباراة رائعة فنياً وتكتيكياً من كلا الفريقين ...وقد حفلت هذه المباراة بالعديد العديد من الدروس واللقطات التكيتيكية التي سنقف عندها في السطور القادمة : جرأة مورينيو في التشكيل : فاجأ مورينيو الجميع بتشكيلته وخطته التي دخل بها ارض الملعب حيث لعب بخطة 4-3-3 التي نادراً ما يلعب بها ووضع بكل غرابة كلاً من راموس وأزويل على الاحتياط وأيضاً مودريتش ، مفضلاً اللعب بفاران إلى جانب بيبي ، في حين كان إدخال إيسيان كأحد ثلاثي الوسط مخاطرة لكونه ابتعد مطولاً عن اللعب ،والهدف من ذلك كان منح الفريق القوة البدنية والمرونة التكتيكية بشكل يسمح بفتح المساحات أمام فريق يلعب بتشكيل 4-2-3-1 خاصة في خط المقدمة ، وقد رأينا تحرر دي ماريا ورونالدو وحركتهم الدؤوبة على حدود منطقة الجزاء خاصة من دي ماريا الذي شكل خطورة كبيرة بتمريراته وتسديداته . مانشيني والعقلية الإيطالية : فهم مانشيني ظروف المباراة بشكل جيد ، وعرف تماماً أن الريال سيهاجم بقوة ، لذلك لعب بأسلوب كلاسيكي متحفظ معتمداً على مجموعة من اللاعبين تغلب عليهم القوة البدنية أكثر المهارة الفنية بشكل يتناسب مع الاستراتيجية الموضوعة بتمكين الدفاع والضرب بالمرتدات وقد كادت هذه الاستراتيجية أن تنجح لكن كان لرونالدو رأي آخر ... ثنائية رونالدو – مارسيلو : عاد التعاون مابين رونالدو ومارسيلو فانتعشت الجهة اليسرى للريال وصنع عبرها الكثير من الفرص ، هذا التعاون كان مفقوداً منذ بداية العام على خلفية خلاف بين الاثنين، لكنه عاد الآن والأمور ستتغير تماماً بالنسبة لصناعة الفرص . نجاح تكتيكي لمانشيني شابته أخطاء قاتلة : قام مانشيني بحركتين من الناحية التكتيكية أربكت مورينيو بشكل كبير ، حيث اختار كولاروف ليحل محل المصاب نصري مما دعم الجهة اليسرى وبات النفاذ منها صعباً للغاية ، اما الحركة الأخرى فتتمثل بإدخال دجيكو الهداف مكان سيلفا وإرجاع تيفيز كمهاجم ثاني ليقوم مع توريه بربط الوسط بالهجوم عبر المرتدات ، لكن خطأه الكبير كان بعدم إدخال جيمس ميلنر بعد الهدف الأول ، فلاعب بصفات ميلنر كان قادراً على تحقيق التوازن الدفاعي والهجومي المطلوب حيث أنه يمتلك قوة بدنية كبيرة وقادر على تحطيم الهجمات انطلاقاً من خط الوسط وهو ما كان سيصنع فارقاً كبيراً . مورينيو أخطأ لكنه تدارك الأمر : تبديل مورينيو الأول لم يكن موفقاً جداً بإدخال أوزيل بدلاً من إيسيان لأن ذلك أراح يايا توريه وسمح له بالتقدم إلى الأمام بشكل أكثر ثقة وصنع الهدف الأول الذي أربك الحسابات ، لكن تغييرات مورينيو التالية عدلت الوضع حيث كانت في مكانها تماماً حيث دخل بنزيما بديلاً لغير الموفق هيغواين وسجل ، أما مودريتش فأظهر ذكاءاً كبيراً في تحركاته خاصة في قراءة تحركات الخصوم . دفاع السيتي قوي في التمركز ضعيف في الضغط : كثافة السيتي العددية كانت كبيرة على حدود منطقة الجزاء مما منع الريال من الاختراق بسهولة والوصول أمام المرمى ، لكن تمركز لاعبي السيتي الصحيح وتضييقهم للمساحات رافقه عدم وجود ضغط على حدود منطقة الجزاء على الأقل ، وقد لوحظ تسديد لاعبي الريال أكثر من مرة من على حدود منطقة الجزاء وقد نجحوا في التسجيل مرتين عبر مارسيلو ورونالدو لعدم تواجد الضغط الكافي على لاعبي الريال . إيكر كاسياس مهزوز وهارت تعب من شدة الضغط : مستوى القديس مهزوز جداً منذ بداية الموسم حيث كثرت أخطاؤه خاصة في الكرات المرفوعة ، ويمكن القول أيضاً بأنه يربك زملائه كذلك الأمر وهدف الستي الثاني يتحمل مسؤوليته بنسبة 70 في المئة حيث أن تمركزه كان خاطئاً تماماً الأمر الذي يستدعي مراجعة من كاسياس نفسه ، أما جو هارت فقدم مباراة كبيرة ولا يلام على أي من الأهداف التي دخلت مرماه خاصة الثالث الذي اصطدم بالأرض وهي أسوأ الكرات بالنسبة لحراس المرمى . يايا توريه ظاهرة فريدة : هذا اللاعب يستحق الإشادة بكل ما للكلمة من معنى فهو وبلا مبالغة أحد أفضل لاعبي العالم في مركز لاعب الرتكاز ، ويكفي الثقة التي يتحرك بها والخطورة التي يشكلها على المرمى في كل كرة يستحوذ عليها. قدم الفريقان مباراة رائعة كان أبرز مافيها الروح العالية التي ظهر بها الفريقان ، فلم ييأسا وسعيا إلى الفوز بكل ما أوتيا من قوة ...لكن الغلبة في النهاية كانت لمورينيو ورجاله وهو الأمر الذي سيمنحهم قوة كبيرة حتى في الدوري المحلي ، لكن الأكيد أيضاً أن رجال مانشيني خرجوا برؤوس مرفوعة من أحد أصعب ملاعب