منذ أن وطئت قدما محمد محمود حمدى إسماعيل، الشهير بحسن حمدى، أرض النادى الأهلى لأول مرة عام 1962، بات أحد أعمدة القلعة الحمراء على مر التاريخ ليكون الساعد الأيمن وكاتم أسرار صالح سليم، الرئيس التاريخى للنادى الأهلى، ارتبط بصداقة وطيدة مع المايسترو منذ أن تعرفا على بعضهما مع بداية وجود حمدى فى الأهلى، ووثق صالح سليم تماماً فى الرجل الهادئ، الذى لقب ب«وزير الدفاع». مسيرة «حمدى» مع القافلة الحمراء مليئة بالأزمات، إلا أنه تعامل معها بحنكة ودهاء، حافظ خلالها دائماً على مبادئ القلعة الحمراء، منذ أن كان مديراً للكرة فى الفريق الأول عام 1979، وهو أصغر من يتولى هذا المنصب فى تاريخ مصر، حيث لم يكمل عامه الثلاثين بعد، وواجهته أزمة عام 1985، واتخذ قراراً تاريخياً بإيقاف 15 لاعباً من الفريق الأول قبل مباراة الزمالك فى دور الثمانية لكأس مصر، وفاز الأهلى حينها، وحصد كأس البطولة. استمر والد «تيمور وشفيقة» فى خدمة الأهلى، وتقلد العديد من المناصب داخل مجلس الإدارة، بداية من العضوية عام 1988 مع الراحل عبده صالح الوحش، ثم الوكيل فى عام 1992 مع مثله الأعلى صالح سليم، ومن وقتها لم يفترقا، وهو ما دعا صالح سليم للوثوق فيه وجعله مستودعاً لأسراره. شخصية «حمدى» الهادئة مكنته من تجاوز الأزمات، أصعبها وفاة صديقه الصدوق فى مايو 2002، إلا أنه تمكن من قيادة سفينة القلعة الحمراء باقتدار عقب انتخابه رئيساً للنادى الأحمر للمرة الأولى. لم يترك «حمدى» المجلس الأحمر منذ أكثر من 24 عاماً، تعرض خلالها النادى للعديد من الأزمات، وآخرها محاولات التيارات الإسلامية الاستفادة من شعبية النادى وطرحه على أنه مساند لحزب بعينه، وهو ما تصدى له «حمدى» بقوة، عندما أكد أن النادى خارج اللعبة السياسية. من أصعب المطبات التى قابلت حسن حمدى هو غضب الجمهور الأحمر عقب «مذبحة بورسعيد»، ويبدو أن طريقة «حمدى» الهادئة فى استرداد الحقوق لا تتماشى مع الطبيعة المندفعة لشباب الألتراس، وهو ما وضعه فى مرمى النيران، وما زاد من صعوبة الأمر تصرف نجم الفريق محمد أبوتريكة والذى بث الفرقة داخل النادى والفريق، وبات «حمدى» أمام خيارين أحلاهما مر، إلا أنه تعامل بمنتهى الحكمة واستدعى خبرات السنين الطويلة، بعدما عاقب اللاعب الذى شذ عن القاعدة بالخصم المالى والإيقاف، ومنعه من أكبر شرف رياضى مصرى على الإطلاق وهو شارة قيادة الفريق الأحمر مدى الحياة، ولكنه أبقى عليه كى لا يزيد العداء مع جماهير النادى، ليواصل وزير الدفاع.. دفاعه عن القلعة الحمراء.