لا تزال موجة الإضرابات والاعتصامات تضرب المحافظات والمدن الصناعية، وتطور الأمر إلى اقتحام مقرات الشركات وتعليق المشانق الرمزية ورفع النعوش أمام دواوين المحافظات، ففى المنيا نظم العاملون بجامعة المنيا وقفة حاشدة للمطالبة بتحسين أوضاعهم المالية، ومساواتهم بأعضاء هيئة التدريس، وألقى أمن المنوفية القبض على 8 من عمال مصنع النخلة للأدخنة بعد قطع طريق الكوبرى العلوى، أمرت النيابة بحبسهم 4 أيام على ذمة التحقيق، كما واصل العاملون بالتربية والتعليم بالشرقية اعتصامهم لليوم الثانى على التوالى احتجاجاً على خصم الحافز، وكذلك علق المعاقون بالمنوفية المشانق ووضعوا النعوش أمام مبنى المحافظة للمطالبة بتعيينهم. وفى الغربية نظم إداريو ومعلمو مدرسة السادات الثانوية بنين وقفة احتجاجية داخل ساحة فناء المدرسة، احتجاجا على القرار الصادر من قبل محافظ الغربية المستشار محمد عبدالقادر بنقل كافة العاملين بالمدرسة إلى مدرسة الشهيد محمد الدرة بميدان الشون بمدينة المحلة الكبرى. وتجمع المئات من أهالى وأولياء أمور الطلاب أمام بوابة المدرسة للتعبير عن استيائهم من القرار، وأعلن البعض منهم دخولهم فى إضراب مفتوح عن الطعام. كما تظاهر العشرات من المزارعين من محافظة الجيزة المقيمين فى منطقة العزيزية أمام ديوان عام وزارة الموارد المائية والرى للمطالبة بتوفير مياه الرى لأراضيهم، ، مشيرين إلى أن الأزمة تسببت فى تدهور الإنتاج الزراعى، فى الوقت ذاته واصلت العمالة المؤقتة بوزارة الزراعة مظاهراتها أمام ديوان عام الوزارة، بينما بدأ 50 منهم إضراباً عن الطعام للمطالبة بحقهم فى التثبيت. وأكد العاملون أنهم يمارسون أعمالهم بقطاعات التشجير والإصلاح واستصلاح الأراضى والميكنة الزراعية التابعة للوزارة منذ أكثر من 20 عاماً ك«مؤقتين»، وأكد المتظاهرون أن الدكتور صلاح عبدالمؤمن وزير الزراعة الحالى وعدهم بسرعة حل مشكلتهم لكنهم لن يفضوا اعتصامهم إلا بعد تنفيذ الوعود. كما يستمر مسلسل الإضرابات العمالية بشكل يومى، رغم المبادرة التى أطلقها الاتحاد العام لنقابات عمال مصر مع الدكتور هشام قنديل رئيس الوزراء بوقف الإضرابات العمالية لمدة عام، التى لم تلق أى استجابة أو رد فعل من العمال. ففى الشرقية، قام عدد من عمال الشركة السويسرية للملابس الجاهزة بالمنطقة الصناعية الثالثة باقتحام مقر الشركة بالعصى والشوم بعد إضرابهم عن العمل لمدة 5 أيام دون أى رد من مجلس إدارة الشركة، الذى يرأسه رجل الأعمال علاء عرفة، وذلك لعدم صرف الحوافز التى يتقاضونها على حسب الإنتاجية التى تحققها الشركة. وعن أسباب اقتحامهم لمقر الشركة، قال العمال إنهم بعد تقاضيهم راتب شهر أغسطس الماضى فوجئوا بتقليل المرتبات بصورة كبيرة، مما جعلهم ينظمون مظاهرة حاشدة أمام مقر الشركة لمدة 4 أيام متواصلة دون أن يستجيب لهم أى من مجلس الإدارة، الأمر الذى جعلهم يقررون أمس اقتحام مقر الشركة واحتجاز بقية العمال المستمرين فى العمل، وفشلت قوات من الشرطة فى إقناع العمال من فض إضرابهم عن العمل. ومن جانبه قال عبدالفتاح خطاب رئيس النقابة العامة للعاملين بالغزل والنسيج إنهم اجتمعوا أمس بصاحب الشركة علاء عرفة لبحث مطالب. وأضاف خطاب ل«الوطن» أن بعض العمال قرروا الإضراب عن العمل وعدم الدخول للمصنع إلا بعد حل مشكلة الأجور لديهم. فى سياق متصل، يستمر إضراب العمال بشركة «هنكل» برسيل للمنظفات الصناعية، الذين يطالبون بمساواة العاملين بمصنع بورسعيد بباقى العاملين بمصانع شركة هينكل للمنظفات بدول العالم من حيث الأجر والرعاية والحوافز والبدلات، ووضع لائحة حوافز إنتاج وبدلات وفقاً للأجر الإجمالى، يتم الخصم وفقاً للأجر الأساسى، وصرف الأرباح السنوية وفقاً لصافى تاريخ الربح بواقع 10%، وإنشاء وحدة رعاية طبية مجهزة لملاءمة طبيعة العمل الكيماوى، وتثبيت العمالة المؤقتة التى مر عليها ثلاث سنوات وفقاً لوعود صاحب العمل. وتشهد أيضاً المنطقة الاستثمارية ببورسعيد إضراب عمال شركات سبأ والنهر الخالد لإنتاج الملابس الجاهزة بسبب قيام إدارة المصنع بمنحهم إجازة إجبارية بعد أن قاموا بتحقيق المستهدف من الإنتاج وخصمها من راتبهم الشهرى. ونظم العمال اعتصاماً مفتوحاً أمام المبنى الإدارى للهيئة العامة للاستثمار ببورسعيد مطالبين باتخاذها إجراءات ضد صاحب العمل. وعلق خالد الأزهرى وزير القوى العاملة على استمرار الإضرابات، بأن من حق أى عامل أن يضرب عن العمل كيفما يشاء، ولكن دون إلحاق الضرر بغيره من العمال غير المضربين، معرباً عن استيائه من قيام بعض العمال المضربين باحتجاز زملائهم غير المضربين. وأكد الأزهرى ل«الوطن» أنه لا يستطيع أحد أن يزايد على حق العمال فى الإضراب، مشيراً إلى أن منع العمال من العمل إجبارياً يلحق بهم الضرر، ويضع المخالفين تحت طائلة القانون.