قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية إن قوات حفظ السلام التابعة للولايات المتحدةالأمريكية المتواجدة في شبه جزيرة سيناء المصرية تجد نفسها في الوقت الحالي عالقة بين القبائل البدوية المضطربة والجامحة وبين الهجمات المتصاعدة التي يشنها الجيش المصري ضد المتطرفين المسلحين الذين اتخذوا من سيناء ملجأ لهم منذ ثورة العام الماضي. وأوضحت الصحيفة أن الجماعات المسلحة القاطنة في سيناء هدفت في وقت سابق إلى طرد القوات الأمريكية التي بلغ عددها 1650 جنديا من المنطقة الصحراوية، مما يثير احتمالية أن القوة العسكرية التي أنشأت قبل ثلاثة عقود كقوة عازلة بين مصر وإسرائيل من السهل أن تصبح هدفًا في ظل تفاقم التوترات في المنطقة بين البلدين. من جانبه، قال "اجوستين اسبينوزا" السفير الأرجواني بالقاهرة والذي تشارك دولته بنصيب كبير في قوات حفظ السلام "نحن نواجه الآن سكان المنطقة الذين كانوا في وقت سابق سلميين وهادئين ولكنهم الآن أصبحوا محاربين مسلحين وهو ما خلق مجموعة جديدة من التحديات في المنطقة". وأوضحت الصحيفة أن انعدام القانون في شمال سيناء وضع قوات حفظ السلام في موقف دفاعي مما يثير التساؤلات حول ما إذا كان تم جهيز تلك القوات لإنجاز مهمتها في حفظ السلام في المنطقة المتنازع عليها وسط القتال المحتدم هناك بالرغم من وجود تلك القوات لضمان التزام كل من مصر وإسرائيل ببنود اتفاقية السلام بما في ذلك نزع السلاح من سيناء. وأشارت إلى أن القبائل البدوية اتخذت من قوات حفظ السلام وسيلة بل رهينة لديها حيث حجزتها في المنطقة ورفضت السماح لهم بالمرور للضغط على السلطات المصرية لإطلاق سراح أقارب البدويين من السجون بعد اعتقالهم بسبب مخالفات قانونية نظرًا لأنهم يعتمدون في دخلهم على تجارة السلاح والمخدرات وتهريب البشر والمتطرفين، مؤكدة أن التكتيكات التي اتبعها البدو بدت ناجحة وفعالة. واختتمت الصحيفة مقالها بالعرض الذي قدمته الولاياتالمتحدةالأمريكية في تقديم المساعدات العسكرية إلى القاهرة على أعقاب الهجوم الدموي الذي خلف أكثر من 16 من حرس الحدود المصري، وأضاف "بانيتا" وزير الدفاع الأمريكي أن واشنطن تريد التأكد من نشر القوات في المنطقة لضمان فاعلية تلك القوات في ملاحقة الإرهابيين وضمان سلامة القوات متعددة الجنسيات.