اخبار العراق "اخبار العراق" الثلاثاء 26 مايو, 2015 - 20:25 بتوقيت ابوظبي هيوا عزيز- السليمانية - سكاي نيوز عربية منذ اربعة ايام يقف عند مدخل بلدة كلار جنوب شرقي محافظة السليمانية بإقليم كردستان، اكثر من 500 عائلة نازحة من مدينة الرمادي وضواحيها، مفترشة العراء في انتظار السماح لها بالدخول إلى مدن الإقليم. إلى جانب هؤلاء هناك مئات اخرى من العوائل النازحة من المناطق الساخنة في الانبار، تقيم في خيم مؤقتة ومبان مهجورة او قيد الإنشاء في منطقة قره تبه جنوب بلدة كفري التابعة لمحافظة ديالى، وهي تكابد اوضاعا معيشية قاسية تحت لهيب الشمس الحارقة. ومن بين النازحين عشرات المرضى من الاطفال وكبار السن الذين يعانون من امراض كداء السكري والقلب والضغط وغيرها، وهم في امس الحاجة للدواء والرعاية الطبية. وناشد العديد من النازحين الذين التقتهم "سكاي نيوز عربية" سلطات إقليم كردستان، وفي مقدمتهم رئيس الإقليم ورئيس حكومته بالسماح للنازحين لاسيما المرضى منهم بالدخول إلى المدن لتلقي العلاج. وقال شهود عيان إن السلطات سمحت يوم الاحد الماضي بدخول مائة عائلة نازحة إلى السليمانية، بوساطة من بعض المسؤولين الكبار، فيما ظل الآخرون في العراء دون رعاية او اهتمام. وقد هرع العشرات من اثرياء بلدة كلار لنجدة المنكوبين النازحين بإمدادهم بالمستلزمات الضرورية من اغطية وفرش وخيام جاهزة ومياه نقية ووجبات الاكل الجاهزة. وقال آرام صلاح مندوب منظمة "اوكسفام" الخيرية البريطانية في تصريح ل"سكاي نيوز" إن المنظمة امدت النازحين ببعض المستلزمات الضرورية والإسعافات العاجلة للذين يعانون من امراض مزمنة، وتقوم حاليا بإحصاء جميع الاسر النازحة تمهيدا لإيوائها في المخيمين المقامين شمال وجنوب بلدة كلار. لكن النازح ابو إبراهيم (63 عاما) قال "نحن لا نريد السكن في المخيمات، ولا نريد التعامل معنا كلاجئين بل السماح لنا بدخول مدن الإقليم والإقامة فيها بلا قيود او المرور بها مرور الكرام إلى تركيا"، واضاف "معظمنا ميسوري الحال وبوسعنا شراء سكن مريح لعوائلنا والعيش بكرامة في مدن الإقليم الذي لم نقصده لشيء إلا بحثا عن الامان والاستقرار". اما الحاجة صبرية (71 عاما) والتي تعاني من امراض القلب، فقد ناشدت سلطات الإقليم السماح لها بتلقي العلاج هي وزوجة ابنها المصابة بكسر في ساقها، وقالت إنها اقترضت مبلغا بسيطا من جيرانها لتغطية نفقات رحلة هروب اسرتها نحو كردستان، واضافت والدموع تنهمر من عينيها الضعيفتين "لم يبق لنا ملاذ في العراق سوى كردستان، ولا احد سوى الله والكرد". اما ابو إبراهيم (51 عاما) فطالب رئيس الإقليم مسعود البرزاني ان يقبل النازحين ويعتبرهم من مواطنيه، ودعاه إلى طرد كل المسؤولين في الانبار ممن لجاوا مؤخرا إلى اربيل وقال "إنهم السبب في ماساتنا، فهم تاجروا بقضيتنا وسلمونا لقمة سائغة إلى مسلحي داعش". ومن جانبه، قال هفال ابراهيم، المتحدث الرسمي باسم إدارة بلدة كلار إن "البلدة تستوعب عشرة آلاف نازح من جلولاء والسعدية ومناطق محافظتي ديالى وصلاح الدين، وتعاني حاليا من ازمة سكن حادة، لذلك فهي ليست قادرة على استيعاب المزيد من النازحين. " واضاف في تصريح ل"سكاي نيوز عربية" لقد اعدت إدارة المدينة بالتعاون مع السلطات العراقية والمنظمات الدولية مخيمين كبيرين بطاقة الف عائلة لكل منهما في جنوب وشمال كلار، ويضمان وحدات سكنية جاهزة ومزودة بوسائل المعيشة اللائقة، إضافة إلى المدارس بمرحلتيها الابتدائية والثانوية، وكذلك الاسواق والوحدات الطبية واجهزة الشرطة والامن لتوفير الاستقرار للنازحين، لكنهم يرفضون السكن في المخيمين. " وتابع ابراهيم "السلطات المحلية لا تمانع دخول النازحين إطلاقا، ولكن هناك إجراءات امنية ينبغي اتخاذها قبل ذلك، نافيا وصول اي من اسر النازحين إلى السليمانية". هذا ويستمر وصول قوافل النازحين إلى المنطقة من اهالي العاصمة بغداد ايضا، والذين اكد البعض منهم انهم لم يعودوا يشعرون بالامان في بغداد التي بات الخطر قريبا منها حسب تعبيرهم. .