أطلق عليها الداعون لها ''ثورة شعب ضد الإخوان'' ورفعوا شعار ''أنا نازل الميدان ضد الإخوان'' وأعلن أنصارها أن الهدف منها هو ''تصحيح مسار الثورة المصرية، وتنحي الرئيس، وحل جماعة الإخوان المسلمين، وتسليم أموالها للدولة''. جاءت هذه الدعوات اعتراضًا على أداء الدكتور محمد مرسي، رئيس الجمهورية، التي وصفها الداعون لهذه الثورة بأنها ''غير ملائمة'' حيث حدد الداعون لهذه الثورة يومي 24 و25 من أغسطس للخروج وحشد المظاهرات ضد الإخوان. وحصلت هذه الدعوات على دعم بعض الشخصيات، من بينها محمد أبو حامد، النائب السابق لمجلس الشعب، وتوفيق عكاشة، مالك قناة الفراعين، فضلًا عن التنظم لها عبر مواقع التواصل الاجتماعي مثل فيس بوك وتويتر، فهل تنجح تلك الدعوات في إسقاط جماعة الإخوان المسلمين من الحكم. شكوك في دوافع الداعين لها أوضح عبدالغفار شكر، رئيس حزب التحالف الاشتراكي، أنه لا يجب الاستخفاف بتلك الدعوات، خصوصًا أن نصف المصريين لم يصوتوا للإخوان المسلمين بالانتخابات الرئاسية. وأضاف أن بعض ممن أيدوا جماعة الإخوان المسلمين شعروا بخيبة الأمل بعد الأحداث المتلاحقة، سواء أزمات انقطاع المياة والكهرباء والانفلات الأمني، أو أحداث دهشور ورفح، ومن ثم قد تلقى هذه الدعوات تجاوبًا، وبخاصة في وجود حالة الغضب التي تجتاح الشارع المصري. ولفت عبدالغفار إلى أن هناك تشككًا من جانب العديد من القوى السياسية في ميول ودوافع الداعيين لهذه المظاهرات، وإحتمالية أن يكونوا من أتباع النظام السابق أو من أنصار الثورة المضادة. التيارات اليسارية لن تشارك وأكد عبدالغفار أن التيارات السياسية الثورية أو اليسارية أو الليبارلية لن تشارك في هذه المظاهرات، على الرغم من معارضة بعضها لحكم الإخوان، وأوضح أنهم قرروا إعطاء الفرصة للإخوان، وأنهم لن يكونوا سلاحًا في أيدي رجال النظام السابق. فشلها وسيلة لتأييد الإخوان كذلك، أوضح شكر: ''على الرغم من تأييد أنصار أحمد شفيق وتوفيق عكاشة والأغلبية الصامتة، إلا أنه من الصعب أن يصل الحشد لميلونية ضخمة، فقد تتمكن من حشد بضعة آلاف، وبالتالي سيكون الأمر بمثابة وسيلة لتأييد الإخوان وتأييد بقائهم في الحكم، لأن المعارضين وقتها سيكونوا قلة مقارنة بالأغلبية''. ولفت شكر إلى أن أهم الأسباب التي يمكن أن تؤدي إلى عدم نجاح مليونية الثورة ضد الإخوان، المُقرر تنظيمها يوم 24 أغسطس، هي مشاركة نماذج سياسية كالدكتور توفيق عكاشة، فضلًا عن التوقيت، مشيرًا إلى أنه كان يتعين عليهم الدعوى لهذه المظاهرات عقب مرور المائة يوم الأولى على الأقل، على حد قوله. صعوبة تكرار الثوارات ويضيف أحمد بهاء الدين، رئيس الحزب الاشتراكي، أنه رغم اعتراض القوى السياسية على أداء جماعة الإخوان المسلمين وسلوكهم، فيما يتعلق بسياسات السيطرة والإقصاء وسوء الإدارة، إلا أنه يصعب تكرار التاريخ، وتقوم ثورة ضد الإخوان المسلمين. وأوضح أن أسباب استبعاد حدوث ذلك تتمثل في صعوبة الحشد الجماهيري وضيق الوقت، إضافة إلى إجهاد المواطنين ومعاناتهم من تبعات الثورة ومشاكل المجتمع، على حد قوله. أهداف خفية وراءها ويرى أحمد بهاء الدين أن قيام الثورة أو تكرارها تحتاج إلى قوى سياسية ذات تواصل بالجماهير، الأمر الذي أوضح أنه يتنافى مع الدعوات المذكورة، موضحًا أنهم يفتقدون للتواصل الجماهيري، وأن لديهم أهدافًا خفية، فضلًا عن عدم الإعداد المُسبق لهذه الدعوات، وسوء توقيتها. ومن بين الأسباب التي أوضحها بهاء الدين، والتي يمكن أن تكون سببًا في فشل هذه الدعوات، هو عدم وجود قيادة شعبية مؤثرة بالشارع المصري من بين الداعين، مثل الدكتور محمد البرادعي أو حمدين صباحي، مؤكدًا: ''عدم دعم مثل هذه النماذج سبب كافي لفشل تلك الانتفاضة أو الثورة''. ثورة سبتمبر فيما أعرب هيثم الشواف، المتحدث الإعلامي للتحالف الديمقراطي، عن رفضه لما يُسمى بثورة ضد الإخوان، وذلك لأن المُنظمين لها من التابعين للنظام السابق، ومن أنصار الثورة المضادة، مؤكدًا: ''إن التحالف يسعى الآن لتنظيم ما يُسمى بتصحيح مسار الثورة مع بداية شهر سبتمر، بالتعاون مع القوى الثورية والسياسية، وسيتم التنظيم لها بداية من الآن''. الانتظار حتى مرور المائة يوم وأضاف الشواف أن السعي لتنظيم ثورة مع بداية شهر سبتمر سيكون أفضل، حيث سيكون قد مر المائة يوم الأولى، واتضحت سياسات الحكومة. وأوضح: ''رغم السلبيات التي شابت إدارة البلاد، والتي أسفرت عن أزمات عديدة، أبرزها أزمة دهشور، ومقتل عدد من الجنود المصريين برفح، إلا أنه يتعين علينا الانتظار، وألا نكون وسيلة بأيدي الثورة المضادة. ولفت الشواف إلى أنه إذا لم تكن تلك الدعوات صادرة عن فلول النظام السابق، على حد وصفه، كان من الممكن أن تنجح بانضمام القوى السياسية والشارع المصري لها.