كنائس زويلة تحتفل بذكرى دخول السيد المسيح إلى أرض مصر| صور    بدء التقديم الكترونيًا بمرحلة رياض الأطفال للعام الدراسي 2025 - 2026 بالجيزة    جامعة سوهاج تتعاون مع شركة المياه في مجال إجراء الأبحاث العلمية    زلزال بقوة 6 درجات يضرب جزيرة هوكايدو اليابانية    رياضة ½ الليل| بيراميدز ينضم للملوك.. فرحة جنونية.. هيمنة فرعونية أفريقيا.. عودة الفتى الذهبي    أكرم توفيق: تلقيت عروضا من بيراميدز والزمالك وهذه أسباب رحيلي عن الأهلي    حوار أكرم توفيق - عن الرحيل وإيقاف ميسي وصفقة زيزو ونتيجة كبيرة أمام الزمالك    ولاية ثانية؟ رومانو: لاتسيو يتوصل لاتفاق لتعيين ساري مدربا للفريق    بسبب 120 جنيها.. محاكمة نقاش متهم بقتل زوجته في العمرانية | غدا    بعد التأجيلات.. طرح فيلم «في عز الضهر» ل مينا مسعود يونيو الجاري    أحمد أمين ضيف شرف «الشيطان شاطر»    النيابة تتولى التحقيق في فضيحة التنقيب عن آثار أسفل قصر ثقافة الطفل بالأقصر    انطلاق المنتدى السياحي الدولي الأول لمسار رحلة العائلة المقدسة في الشرقية    قد تسبب الوفاة.. تجنب تناول الماء المثلج    بالصور| مدير التأمين الصحي بالغربية يتفقد سير العمل بعيادة خالد بن الوليد بطنطا    مقتل شخص وإصابة 11 في إطلاق نار عشوائي ب80 طلقة في نورث كارولينا    رئيس حزب الوفد في دعوى قضائية يطالب الحكومة برد 658 مليون جنيه    أخبار × 24 ساعة.. إجازة عيد الأضحى للعاملين بالقطاع الخاص من 5 ل9 يونيو    محافظ كفر الشيخ: إنهاء مشكلة تراكم القمامة خلف المحكمة القديمة ببلطيم    التحالف الوطنى يستعرض جهوده فى ملف التطوع ويناقش مقترح حوافز المتطوعين    وليد صلاح الدين: الزمالك يرهق عبدالله السعيد.. وبن شرقى أفضل صفقات الأهلي    يورتشيتش: بيراميدز أصبح كبير القارة والتتويج بدوري أبطال أفريقيا معجزة    هاني سعيد: الجماهير فرقت معانا.. وهذا هدفنا في الفترة القادمة    أحمد زاهر: تعرضنا لضغط كبير ضد صن داونز وهذه البطولة تعب موسم كامل    شروط التقديم لوظائف شركة مصر للطيران للخدمات الجوية    غلق مطلع محور حسب الله الكفراوي لتنفيذ أعمال بخط مياه    محافظ الغربية يناقش استعدادات عيد الأضحى ويعلن تجهيز 463 ساحة للصلاة    المشدد 10 سنوات وغرامة 100 ألف جنيه لعامل لاتهامه بالاتجار فى المخدرات بالمنيا    حملة مكبرة على التكاتك المخالفة ومصادرة 23 مكبر صوت فى السنبلاوين بالدقهلية    (160) كيلوجرامًا من نبات القات المخدر حرس الحدود بمنطقة جازان يقبض على (8) مخالفين لنظام أمن الحدود لتهريبهم    لا اتهامات عائلية في مقتل أحمد الدجوي، المستشار القانوني يوضح القصة (فيديو)    ملك البحرين يستقبل وزير التنمية الاقتصادية لروسيا الاتحادية    وزير السياحة: حملات توعوية مشتركة بين مصر والسعودية لخدمة الحجاج وتعزيز الالتزام بالضوابط    كبير المفاوضين الروس: موقف موسكو من كييف سيعرض بالتفصيل اليوم    هزة أرضية متوسطة تضرب الجيزة والشبكة القومية للزلازل تسجل الواقعة    عماد الدين حسين: إسرائيل تستغل ورقة الأسرى لإطالة أمد الحرب    غلق مطلع محور حسب الله الكفراوى.. اعرف التحويلات المرورية    هل توفي ياسين؟، أبرز أحداث مسلسل حرب الجبالي الحلقة 13    نجل زياد برجي يبكي في حفل خاص ببيروت وراغب علامة يتفاعل مع أغنيته (فيديو)    رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية: لا يحق لأى دولة أن تسلبنا حق التخصيب    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. الاحتلال يدمر %75 من آبار المياه وبلدية غزة تحذر من الجفاف.. وزير دفاع الاحتلال يصدر تعليمات بالتوسع فى غزة.. مقتل شخص وإصابة 11 جراء إطلاق نار فى ولاية نورث كارولينا    الصحة: المواطن شريك في تحديد جودة الخدمة بمنظومة التأمين الصحي الشامل    ..لا شريك لك لبيك    حرام أم جائزة؟.. حكم زيارة القبور في أول أيام عيد الأضحى    وزير العمل يشارك في جلسة خاصة ل«اقتصاد المنصات» بجنيف    الإمام الأكبر يشكر الواعظات لتوعيتهن الحجيج    الأوقاف تحتفي باليوم العالمي للوالدين: دعوة لتعزيز ثقافة البر والإحسان    تأسيس الشركات في الإمارات والسعودية فى خلال أيام    طريقة عمل العجة أسرع وجبة للفطار والعشاء واقتصادية    الرئيس السيسي يطلع على الخطوات التنفيذية لتعزيز تنافسية الاقتصاد وزيادة الاستثمارات    البابا تواضروس يترأس قداس سيامة 8 أساقفة جدد    ختام امتحانات كلية العلوم بجامعة أسوان    ما حكم صلاة الجمعة إذا وافقت يوم عيد؟ «الافتاء» تجيب    رفع الجلسة العامة لمجلس الشيوخ ومعاودة الانعقاد غدا    مجلس الشيوخ يحيل تقارير اللجان النوعية إلى الحكومة    هل يمكن إخراج المال بدلا من الذبح للأضحية؟ الإفتاء تجيب    محطة طاقة الرياح بالسويس تحصد جائزتين إقليميتين لأفضل صفقة في البنية التحتية وأفضل صفقة طاقة    طب عين شمس: 8% من أطفال العالم يعانون من اضطرابات نفسية و14% النسبة بين المراهقين    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



خالد البرى يكتب : حكومة الجهل الشعبى
نشر في أخبار النهاردة يوم 05 - 08 - 2012

من قالت إن الحكومة الجديدة ليس لها فلسفة! لو عندك وقت هنجيب مع بعض أصول فلسفتها. الخريطة السياسية المصرية فى أوائل القرن العشرين كانت، بتبسيط شديد، مكونة من تيارات ثلاثة:
1- التيار الرافض للمحتل الإنجليزى، والراغب فى نفس الوقت فى البقاء ضمن الخلافة الإسلامية العثمانية. وأبرز وجوهه مصطفى كامل. لقد سقطت الخلافة عام 1924، ولم يعد للدعوة معنى. فتغيرت شكلا، وبقيت جوهرا. وورثت جماعة «الإخوان المسلمين» -فى رأيى- هذا التيار. لكنها وجهته إلى ولاء للقصر (بدلا من الخليفة الذى غاب) مع سعى لإعادة الخليفة. بالإضافة إلى (لاحظى هذا!) عداء للحركات السياسية الليبرالية وتشويه لها، لا تزال كتبهم مليئة به إلى يومنا هذا. ملحوظة أخرى: انقلب الولاء للقصر عداء له بعد اغتيال حسن البنا.
2- التيار الثانى تيار وطنى مصرى، علمانى، لا يمالئ القصر، ولا يسعى إلى إعادة الخليفة. لكنه لا يؤمن بالعملية السياسية كحل مع «المحتل». بل يؤمن ب«المقاومة» على الطريقة الشائعة فى الدول الفاشية الأوروبية. هذا هو «التيار الوطنى الراديكالى». من أبرز الأسماء فى هذا التيار وقتها حزب «مصر الفتاة». هذا التيار يشترك مع «الإخوان» فى أسلوب رفضه للعدو الخارجى، المحتل البريطانى، وفى عدم ثقته فى الأحزاب السياسية. لكنه أيضا يشترك مع التيارات الليبرالية فى إيمانه بمصر وطنا، ليس ملحقا بخلافة ولا غيره. وبالتالى يشترك معها فى شكه العميق فى قدرة الإخوان المسلمين على قيادة مصر كوطن حديث. إلى هذا التيار ينتمى فكر الضباط الأحرار. إلى هذا التيار ينتمى فكر المؤسسة العسكرية حاليا. انكسر هذا التيار نفسيا بعد 1967، وأعيد إحياؤه بأكتوبر 1973، ولكن مع قبول ب«عميلة السلام».
3-
يبقى التيار «الليبرالى» على تنوعاته، وهذا كان يرفض الاحتلال الإنجليزى، لكنه يرى الحل من خلال التفاوض، ومن خلال عمليات مقاومة «نوعية» غرضها الأساسى سياسى وليس عسكريا. إلى هذا التيار ينتمى معظم الوجوه البارزة -المتنافسة- فى الفترة التى سبقت 1952. سعد زغلول ومصطفى النحاس وعدلى يكن، وطه حسين والعقاد.. إلخ. وينتمى إليه فى الوقت الحالى البرادعى وغيره من السياسيين الليبراليين.
لقد حدث فى مصر فى 4 فبراير عام 1942 حدث جلل. قبول زعيم الليبراليين بتشكيل حكومة بينما الدبابات الإنجليزية تحيط بالقصر. منذ ذلك الحين تغلب تغلبا ساحقا ما صار يُعرَف ب«وعى الضد»، أى اختيار الطريق السياسى، وربما تشكيل التحالفات السياسية، بناء على وعيك بما أنت ضده، وليس بناء على وعيك بما أنت معه.
وأنتج هذا الوعى تحالفات وقتية بين التيار الوطنى الراديكالى، والتيار الإسلامجى. وكانت القيادة، اسمحى لخيالى الروائى أن يقول، لشخصية هى على الأرجح من الخيال الشعبى، الذى اختار لها اسمها مميزا، ذا دلالة كبرى -«عزيز» المصرى. هذا التحالف أنتج ثورة يوليو. طرد الملك. طرد الإنجليز. ألغى الأحزاب السياسية. كل هذا كانا متفقين عليه.
أوبااااااااااااااااا.
لقد تخلص الطرفان مما اجتمعا معا على عدائه. انتهى وعيهما بما هما ضده. وبدأت مرحلة وعيهما بما يريدان تحقيقه. وهما -فى ما يريدان تحقيقه- على طرفى نقيض. وبدأت مرحلة الخصومة الحتمية. وبما أن العسكر يملكون السلطة والسلاح، فقد كانت مهمتهم سهلة فى التخلص من حلفاء الأمس.
تحت النخبة المصرية الرائعة التى حملت «قروانة» الوطن على أكتافها فى بداية القرن العشرين، وصعدت به بعناء، على سقالة قديمة مهترئة مهددة بالانهيار فى أى لحظة، كانت أغلبية كاسحة من الشعب لا تزال فقيرة إلى حد الحفاء، ومظلومة اقتصاديا إلى حد الرثاء. وجمهور «المظلومين» هذا، هو الجمهور الذى يتنازعه التياران «الإسلامجى» و«الوطنى الراديكالى». وبالتالى فالتيار الوطنى الراديكالى العسكرى استطاع أيضا، خلال الستينيات، أن يشد إليه جمهور «المظلومين» هذا. وبعد أن كانت عضوية جماعة الإخوان المسلمين قبل الثورة تقدر بحوالى ربع الشعب المصرى، كان القبض على قادتهم «المثقفين» وإيداعهم السجون، مع بعض الدعاية، كفيلا بأن يتخلى جمهورهم قليل الوعى عنهم ويتحول إلى جلاديهم.
تكرر هذا فى لقطتين سريعتين. حين انقسم التيار الوطنى الراديكالى على نفسه إذ تولى السادات السلطة، استعان فريق منه -على الفور- بحلفاء الماضى، الإخوان المسلمين. تحت السطح رسالة من السادات تقول: «هؤلاء الذين ظلموكم، وخانوكم، أعرف. لقد كنت معترضا على ذلك. تعالوا نتحالف معا ضدهم».
وفشل التحالف الوقتى مرة أخرى. لقد كان دور الإسلامجية هذه المرة لكى يباغتوا ويحاولوا الانقلاب على التحالف والاستيلاء على السلطة فى أكتوبر 1981.
إن ما شهدناه بعد ثورة يناير هو استمرار لنفس الصراع بين الفريقين الرافضين -فى قرارة نفسيهما- للحياة السياسية المنفتحة، المؤمنين بالحتميات، والمستغلين ل«جهل» قطاع عريض من الشعب، اللذين يستخدمان خطابا أجوف ممتدحا للذات بشكل مضحك، ومتظاهر ب«تقديس الشعب» على حاله. كل ما حدث بعد ثورة يناير تغييرات بسيطة فى أسلوب خطابيهما. بسيطة جدا. أما ما حدث حقيقة فهو -لأول مرة- اقتسام رسمى للسلطة بين الصديقين اللدودين، والعدوين الحميمين. الدولة الرسمية (الخارجية، الداخلية، الدفاع، المالية) لا تزال للتيار العسكرى، وريث التيار الوطنى الراديكالى الذى حاد عن خطه. وقيم المجتمع وأخلاقه فى يد التيار الإسلامجى متمثلا فى تولى وزارة الإعلام، وتولى وزارة الإعلام الشعبى المسماة بالأوقاف (هى الوزارة التى تعين أئمة المساجد).
من قالت إن الحكومة الجديدة ليس لها فلسفة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.