أكتب إليكم اليوم وأنا أقف على أمتار قليلة من قبر الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام بالمدينةالمنورة. إنها نفحات نورانية جميلة منبعها مسجد الرسول عليه الصلاة والسلام. وعندما تصل إلى المدينة تشعر بنسيم عليل رغم حرارة قيظ الصحراء، لكنك تشعر بالهدوء والسكينة من أدنى المدينة إلى أقصاها.. شعور ينتاب الإنسان عندما يصل إلى المدينة.. فما بالكم عندما تصل إلى المسجد النبوى الشريف تشعر بالقشعريرة تنتابك.. وأنت تدخل من باب جبريل لتسلم على الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام.. كيف أواجه الرسول.. وماذا أقول له.. عندما يسألنى هل التزمت بسنتى ووصيتى ماذا أقول له؟ ماذا أقول له عن أوضاعنا وأحوالنا فى مصر واختلافنا وانقسامنا؟ ماذا أقول له عن صلات الرحم التى انقطعت.. وعن المحبة التى انتهت وعن الرحمة والعفو والمغفرة التى وصانا بها الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام.. ماذا أقول له عن عدم احترام الصغير الكبير وعن القيم التى انتهت من حياتنا وعن الشتيمة التى أصبحت الوسيلة الوحيدة لانتقاد بعضنا بعضا.. أى إنسان سيقف أمام قبر الرسول عليه الصلاة والسلام لن يعرف ماذا يقول له ويشعر أن وجهه فى الأرض.. وأنت تقف فى الروضة الشريفة أمام قبر الرسول التى قال عنها عليه الصلاة والسلام «ما بين قبرى ومنبرى روضة من رياض الجنة».. فنحاول جميعا أن نلتمس صلاة فى هذه البقعة من الجنة.. وأنا أقف أمام الرسول أقول له السلام عليكم يا رسول الله ورحمة الله وبركاته أشهد أنك أديت الرسالة وبلغت الأمانة ونصحت الأمة.. وكل من يقف بجانبى أمام قبر الرسول عليه الصلاة والسلام تزرف عيونه بالدموع وهو يتحدث مع الرسول عليه الصلاة والسلام وكأنه يجلس أمامه يشكو له حاله وأوضاعه وأحزانه وآلامه وأمراضه.. تتكلم وتشعر وكأن الرسول عليه الصلاة والسلام يستمع إليك.. ثم تودع الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام.. وتأتى فى اليوم التالى وبعد انتهاء صلاة التراويح تحاول أن تعيد الزيارة مرات ومرات.. ويشعر بالسعادة من يستطيع أن يزور الرسول عليه الصلاة والسلام عدة مرات فى أثناء إقامته فى المدينة.. إننا بحاجة إلى مدد شديد من الرسول عليه الصلاة والسلام، وأن يدعو لنا الله أن يفرج كروبنا وييسر أمورنا وأحوالنا وأن يحفظ أبناءنا وبناتنا من كل شر وأذى.. إنه نعم المولى ونعم النصير.