لم أتخيل ولو للحظة أنها مباراة القمة المصرية للقطبين الكبيرين عماد المنتخبين المصريين الأول والأوليمبى، المنافسين على الشمبيونزليج المتنافسين على كل البطولات المصرية.. الفريقان الأكثر جماهيرية على مستوى العرب وإفريقيا والشرق الأوسط، والمدربان الأعلى سعرا فى المحروسة، واللاعبون الأغلى على مستوى القارة الإفريقية.. كل هذا لم يشفع لنا أن نرى جملة وحيدة خلال90 دقيقة من العكّ والمرض.. الإرهاق والأرق والنعاس والتعب الذى أصاب كل الجماهير التى كانت تمنِّى النفس بأن ترى مباراة تعيد إلينا البسمة على أمل أن تحن علينا الداخلية والإخوة بتوع المجلس القومى للرياضة واللجنة التنفيذية بتاعة الاتحاد المصرى لكرة المصالح الشخصية بعودة قوية للنشاط. لم ينجح شحاتة أن يفك عُقد ميت عقبة التى توالت فى السنوات الأخيرة، ولكن نجح البدرى فى حصد النقاط الثلاث، وهى الحسنة الوحيدة للأهلى طوال اللقاء تقريبا، لا لون ولا طعم ولا ريحة، والغريب أن شحاتة ساعد البدرى على الفوز بتغييرات تعوّدنا عليها من الماتش السابق وأصبحت واضحة للكل.. أرجوكم مش عاوز أسمع أى مسؤول يطلع يقول مبررات واهية بنسمعها حاليا بدلا من المبررات القديمة فاكرينها؟! طبعا الحكام، والملعب، والمطر، والجو حر، والإقامة. والآن وبنجاح كبير والحمد لله مبرراتنا أصبحت معلومة للجميع بداية من الزمالك والمنتخبين الكبير والأوليمبى، بالحالة النفسيه والمعنوية، وتوقُّف النشاط، والإصابات، والإيقافات، وعدم وجود معسكرات.. طبعا دى المبررات الحديثة بتاعة 2012 والحقيقة المرة للجمهور الزملكاوى أن الفريق كان سيئا للغاية وللمرة التانية على التوالى هو وجهازه الفنى. ورأيت الأهلى وكأن هناك أكياسا من الرمل فى أقدام لاعبيه، صحيح الأهلى حقق النقاط الثلاث، لكن وبالعودة إلى شريط المباراة طوال التسعين دقيقة نجد أننا لم نلعب سوى 12 دقيقة فقط لا غير، تخيلوا لقاءً بين أقوى فريقىن فى إفريقيا! الإحصائية أثبتت ذلك. ثانيا نسبة المِسْ باص للفريقين تخطت الحاجز بشكل مرعب لمعظم لاعبى الفريقىن، خصوصا لاعبى الوسط والدفاع. ثالثا الأخطاء كما هى فى كلا الدفاعين، وستظل المشكلة إلى أبعد مدى والسبب معروف وهو الفقر الفنى لدى معظم عناصر الدفاع فى الفريقين. رابعا المعدل البدنى بالفعل وصل إلى أدنى مستوى للفريقين، وهذا ما أثبتته أيضا الإحصائيات للفريقين فى خلال ال90 دقيقة. خامسا النواحى الفنية لم أرَ أى تغيير فى أسلوب اللعب فى أثناء المباراة كما نشاهد دول العالم المتقدمة، وكما هو أيضا فى مباريات كرة القدم الحقيقية، بمعنى أننى لم أرَ شغل الكوتشنج، اللهم إلا التغيير بتاع عبد الله السعيد، وهو نفس التغيير بتاع ماتش مازيمبى، وكأن الجهاز الفنى للزمالك لم يرَ اللقاء مسبقا. سادسا لم تكن هناك تسديدة وحيدة على المرمى من الفريقين، تصوروا منتخب مصر بالكامل على أرض الملعب ولم ينجح لاعب فى التسديد! والله كارثة، أسماء رنانة فى إفريقيا وفى الوطن العربى ومصدعينا بيهم فى كل زمان ومكان وفى الآخِر الناتج الفنى للمباراة صفر.. مباراة أخذت أكثر من حجمها سواء على المستوى الإعلامى من حديث طوال الأسبوع ولم تتخطَّ حاجز التقسيمة، وللأسف خرجنا منها بأن المستقبل مظلم للمنتخب الأول إذا استمر الشكل والأداء بهذا المنظر، أعتقد أننا مقبلون على نفق مظلم لو استمرت كل الأسباب التى ذكرتها فى البداية، ولن نجد سوى أشباح لاعبين فى دورى أبطال إفريقيا. الجميع كانوا دون المستوى.. نحتاج إلى وقفة مع النفس والعمل بشكل جدى، صحيح الأهلى لدية 6 نقاط ولكنه محتاج إلى تعديل فى شكل وأداء الفريق لأن القادم أصعب، والزمالك أعتقد أنه محتاج إلى نَفَس جديد وروح مختلفة جديدة بعيدة عن الانهزامية حتى يعود مرة ثانية إلى البطولة التى باتت شبحا بالنسبة إلى جماهيره.. ملحوظة: فى مقالى أمس هناك خطأ مطبعى فى كلمة سأقتل.. عفوًا كان المقصود بها سأقاتل.. أعتذر لكل السادة القراء وكان من الواحب التصحيح والاعتذار.