رغم أن الخطاب الافتتاحى للرئيس المنتخَب محمد مرسى حاول أن يكون شاملًا جامعًا لتحية وطمأنة كل أهله وعشيرته على أرزاقهم وأمنهم وحريتهم حتى أكرمهم وذكرهم فردًا فردًا، وطائفة طائفة، ومحافظة محافظة، ومهنة مهنة إلى أن وصل لسائقى التوك توك والتاكسى، فإنه لم يُشِر من قريب أو بعيد إلى أهلنا وعشيرتنا من الرياضة والرياضيين وهم، لو يعلم، قطاع كبير ومهم اقتصاديا وتربويا ونفسيا ووطنيا وتجاهلهم فى أولى خطابات الدولة الإخوانية يؤرقهم ويقلقهم على أعمالهم وأرزاقهم، وبالمناسبة فيهم من العمال والإداريين ولاعبى الدرجة الثانية وما دونها من يقل دخله عن سائقى التوك توك والميكروباص، ولكن إذا كنا سنحاسب الرجل من أول كلمة فهذا أقرب للتربص والتصيّد منه للرؤية الموضوعية التى تفرض علينا أن نتمهل ونتريث ونعطى للرئيس الفرصة، حتى يلم شتات أعصابه ويمتصّ هو وجماعته هول صدمة الانتقال من المعارضة أكثر من 80 عامًا إلى الحكم، وهى صدمة لو تعلمون عظيمة لم تستطع الجماعة أن تستوعبها حتى الآن، وما زالت تمارس نشاطها كجماعة معارضة تواصل حشد أعضائها فى الميادين لتعارض نفسها وتثير القلق لرئيسها وتستفز شعبه عليه بتبنّى أوهام عن سيطرة العسكر على الحكم، متجاهلين أن هؤلاء العسكر هم من سلّموا لهم مجلسى الشعب والشورى، ومنحوهم عن طيب خاطر وبنية صافية رئاسة الجمهورية ولو كانت قيادة الجيش بالانتخاب لما تأخروا فى أن يسلموها لهم، وما يُقال عن العسكر ينطبق على القضاء الذى يُشهّر به لأن محكمته الدستورية قضت ببطلان قانون مجلس الشعب وهو العدل والقانون الذى ترفضه جماعة السيد مرسى، متناسين أن هؤلاء القضاة أنفسهم هم من رعوا لهم الانتخابات وأوصلوهم إلى سدة الحكم، ولكنها روح المعارضة التى لم تفارق جماعة الإخوان المسلمين ليدفع الشعب من وقته وأعصابه ورزقه وأمنه ثمن عدم تصديق الجماعة أنها تحكم، وأن الذى يجلس فى القصر هو محمد مرسى وليس محمد حسنى. المهم وإلى حين أن تفوق الجماعة من صدمتها وتأتى للشعب بالخير الذى وعدتنا به، أريد أن أذكّر السيد مرسى الذى هو كما قال رئيس لكل المصريين لا لجماعته المحتشدة فى ميدان التحرير فقط، بأن قطاع الرياضة وأنشطته متجمدة وأن أهلك وعشيرتك من الرياضيين بلغ بهم ضيق الحال مبلغ الحاجة والسؤال والأندية مفلسة حتى النادى الأهلى أضخم مؤسسة رياضية لا يجد مرتبات عماله، أما الزمالك فأنت أحد مشجعيه وأدرَى بحاله، فما بالك بالأندية الصغيرة فى المحافظات والقرى التى تحول العاملون فيها إلى كتل عاطلة تنتظر على المقاهى عودة النشاط، وهؤلاء ليس لهم ناقة أو جمل فى معركة الجماعة على البرلمان أو الخناقة الدائرة على اللجنة الدستورية أو معركتك الوهمية مع المجلس العسكرى فالرئيس عندهم هو المسؤول، أما وقد جاء بإرادتهم واختيارهم فعليه أن يكون على قدر طموحاتهم، وبالمناسبة طموحاتهم ليست كبيرة أو عظيمة ولا تحتاج إلى خطط أو مشروعات نهضة بل تحتاج إلى استقرار وعودة آمنة للنشاط دون شغب أو معارك أو مذابح فى مدرجات. الآن لدينا رئيس منتخَب يملك كل الصلاحيات فى فرض الأمن والأمان وتطبيق القانون، فالحالة الثورية والحركة الفوضوية التى صاحبتها فى الملاعب الكروية يجب أن تنتهى، وقد أكرم الله الرئيس بفرصة تاريخية يفتتح بها عهده حيث يشارك الأهلى والزمالك فى دورى المجموعات بالبطولة الإفريقية وهى لقاءات يمكن أن نبرهن فيها للعالم على أن الأمن قد عاد، وأن الحياة استؤنفت مع الرئيس الجديد الذى يحظى بتأييد قطاع كبير من جماهير الألتراس و«وايت نايتس»، وهى بالضرورة لن تخذل رئيسها المنتخَب وستكون على قدر المسؤولية، وتذهب إلى المدرجات وتشجع فريقها دون شماريخ أو طوب أو هتافات أو لافتات مسيئة. صحيح تجاهل الرئيس محمد مرسى الرياضة والرياضيين فى كلمته، ولكن الأهم من الكلام هو قراره بإقامة مباريات الأهلى والزمالك بحضور الجماهير فى استاد القاهرة وتلك ستكون ضربة البداية الحقيقية لعودة النشاط أو قُلْ عودة الحياة.