مع اعلان اللجنة العليا للانتخابات فوز مرشح جماعة الاخوان المسلمين الدكتور محمد مرسي بمنصب الرئيس بنسبة 51.7% تساءل الكثيرون هل سيستمر الاخوان في التواجد داخل ميدان التحرير حتي يتم الغاء الاعلان الدستوري المكمل واعادة مجلس الشعب المنحل؟ مصرواى حاول الاجابة هذا التساؤل من خلال الخبراء والسياسين، وفي البداية استنكر في البداية '' عمروهاشم ربيع '' الخبير بمركز الاهرام للدراسات الاستراتيجية القول بوجود الاخوان وحدهم في الميدان مؤكدا علي مشاركة جميع القوي السياسية الرافضة لهذا الاعلان الدستوري وما يفعله المجلس العسكري من مماطلة، واوضح ان المظاهرات تسعي لمواجهة هذا الاعلان والغائه وايضا كانت لمساندة محمد مرسي حتي يفوز بالرئاسة. واضاف ''بعد اعلان العليا للانتخابات فوز مرسي بالرئاسة اتوقع ان الاخوان سيستمروا حتي يتم الانتهاء من العسكر تماما فلن يقف الاخوان بمفردهم فليسوا هم كل من في الميدان، والشعارات المرفوعة والمطلوب تحقيقها كثيرة جدا ومتواصلة من جانب جميع الاطراف المحتجة داخل ميدان التحرير. كما علق الدكتور ''محمد البلتاجى'' احد قيادات حزب الحرية والعدالة وعضو مجلس الشعب المنحل بقرار من المحكمة انه ليس هناك رئيس لمصر سوى محمد مرسى وان المظاهرات ستستمر لتؤكد على ان دور المجلس العسكرى هو تأمين البلاد وليس من حقه التدخل فى السياسة الداخليه لمصر وستستمر المظاهرات لتؤكد ايضا على بطلان احكام المحكمة الدستورية. فى الوقت الذى قال فيه ''جمال سلامة'' استاذ العلوم السياسية ان مظاهرات الاخوان المسلمين منذ ان بدأت ماهى الا استعراض لقوتهم وتشكيل الضغط على المجلس العسكرى واللجنة العليا للانتخابات حتي اعلنت النتيجة لصالحهم امس ففى تصورهم ان هناك محاولات لاقصاء مرشحهم بنزع الصلاحيات عنه فهى حرب نفسية خضوها اما بشأن صلاحيات المجلس العسكرى والاعلان الدستورى المكمل فأن الاخوان سيحلوا هذا الامر من خلال الوسطاء بعد ان تم اعلان النتيجة بفوز مرسى دون الاستمرار داخل الميدان. فى الوقت نفسه اعترض سلامة على فكرة اعلانهم الفوز بالرئاسة قبل اعلان النتيجة من جانب اللجنة العليا للانتخابات بالرغم من صحة ادعاءاتهم واصفا ذلك بانه أمر مستفز لجميع المصريين، فكان يجب ان ينتظروا قرار اللجنة حتي لو لصالحهم. ومن جانبه اكد الدكتور ''نبيل عبد الفتاح '' استاذ العلوم السياسية, ان مظاهرات الاخوان كان هدفها اعلان فوز مرسى رئيسا وبعد ذلك ان امكن لهم تحقيق بعض الاهداف الاخرى منها توسيع الحضور الاخوانى فى السلطة التنفيذية ومن ناحية اخرى محاولة التقليص من حجم الصلاحيات التى منحها الاعلان الدستورى للمجلس العسكرى ولكن اذا تمكن الاخوان من تحقيق اتفاق حول الهدف الاول هنا يمكن القول ان جماعه الاخوان المسلمين سوف تعيد النظر الى مليونيات التحرير فنحن امام قوتين على الارض كليهما يعرف نوايا الطرف الاخر فنحن لا ننسى انهم دخلوا من قبل الى مساومات وصفقات سياسية عندما بدأوا التفاوض و التعامل مع رئيس المخابرات العامة عمرسليمان عند توليه منصب نائب رئيس الجمهورية وكان مبارك لايزال حاكما فى الوقت الذى كانت الحركات الثورية فى ميادين مصر فنحن امام مستويان من المشاهد الاول مشاهد الميادين الممتلئة و الشعارات الصاخبة والمطالب الكبرى, وفى نفس الوقت هناك المشهد الخلفى حيث يتم طبخ الصفقات السياسية بين الطرفين. واضاف'' سعد الدين ابراهيم'' استاذ علم الاجتماع السياسى بالجامعة الامريكية ان مظاهرات الاخوان المسلمين جاءت كمحاولة منهم لابتزاز اللجنة العليا للانتخابات للاعلان عن فوز مرسى وهو ما حدث بالفعل، كما انه لو لم يفز مرشح الجماعة لكنا شهدنا استخدام العنف والخروج عن السلمية من جانب مؤيدي مرسي. بينما اوضح ''عبد الرحمن يوسف'' الناشط السياسى انه بعد فوز مرسى بالرئاسة يتوجب على الاخوان الاستمرار فى الميدان لمقاومة الاعلان الدستورى فاذا فرحوا بفوز مرسى واكتفوا بذلك سوف يظهروا بمظهر سئ ومخزى امام القوى الثورية. كما اوضح الخبير السياسى الامريكى ''اريك تراجر'' فى تحليله للوضع المصرى انه برغم فوز مرسى فى ظل غياب الدستور تظل السلطة الرئاسية له غير محددة وللحيلولة دون تحديه لاستقلال الجيش في شئونه الداخلية، بما في ذلك المسائل المرتبطة بالميزانية، فيرجح أن يواصل المجلس العسكرى المناورة لمنع صياغة دستور جديد والذي سيرفضه الإخوان وجميع الأحزاب الأخرى على الفور مما يحتمل أن يؤدي إلى اندلاع احتجاجاتجماهيرية وقد يتخذ ''المجلس الأعلى'' خطوات لضمان حل اللجنة التأسسية للدستور الحالية التي اختارها البرلمان الذي تم حله وفي هذا السيناريو سوف تصبح الانتخابات التشريعية القادمة ميدان المعركة الرئيسي بين ''الإخوان'' و''المجلس العسكرى'' وان المواجهات حتما ستستمر.