فور إعلان محمد أبو تريكة "أسطورة" القلعة الحمراء قرار إعتزاله بشكل رسمي عقب انتهاء بطولة كأس العالم للأندية، بحثت كل جماهير النادي الأهلي عن "الخليفة" أو "المعوض" لهذا النجم الرائع الذي لم يكن يلعب فقط دور صانع الألعاب في الفريق الأحمر ولكنه كان قائد ومعلم وروح وحماس وكل ما له علاقة بكرة القدم الجميلة. وبعد بحث طويل.. توسم البعض خيراً في أيمن حفني صانع ألعاب طلائع الجيش لعل وعسى يكون تدعيم لهذا المركز ولكنه "طار" إلى الاتحاد الليبي بعد المقابل المادي "التعجيزي" الذي وضعه نادي طلائع الجيش، وتحرك الأهلي في الجانب الآخر وجلب البوركيني موسى يدان صانع ألعاب القطن الكاميروني ولكن الجهاز الفني بقيادة محمد يوسف اكتشف أن اللاعب صاحب ال24 عاماً مازال أمامه وقت طويل ليندمج في البداية مع الفريق ومن ثم الاعتماد عليه في مثل هذا المركز "الصعب". ورغم أن هناك بعض الأسماء التي تم طرحها مثل أحمد تمساح لاعب الداخلية وعمر جمال لاعب الإسماعيلي السابق وغيرهم إلا أن الأهلي وجمهوره اتفقوا على أنه لا يوجد بالفعل أي معوض أو خليفة حالياً يستطيع القيام بدور أبو تريكة في القلعة الحمراء. إلا أن يوسف قرر عدم استقطاب أي صفقات لتدعيم أبو تريكة وفضل تغيير طريقة لعب الأهلي "المفضلة" منذ فترة وهى 4-2-3-1 والتي تعتمد على صانع ألعاب لتصبح 4-2-2-2 لعدم وجود بديل لل"ماجيكو" بينما يتواجد أكثر من لاعب يستطيع القيام بدور الجناح. ولكن.. هناك شيء ربما يوسف كان غافلاً عنه وهو نفس الشىء الذي جعل عبدالله السعيد نجم الإسماعيلي السابق يفكر في الرحيل عن القلعة الحمراء بعد أن تم انتقاده كثيراً طوال فترته في الأهلي. السعيد منذ انضمامه للأهلي في 2011، وجد نفسه تحت "عبائة" أبو تريكة حيث أنه يعد صانع الألعاب الأوحد في الفريق وبالتالي تم الاعتماد على السعيد كجناح أيسر وأيمن في أوقات أخرى ومن هنا جاء تراجعه الشديد في مستواه ولم يُظهر النجم صاحب ال28 عاماً قدراته وفنياته التي جعلته واحداً من أبرز نجوم الكرة المصرية في عصره الذهبي مع الدراويش. وعلماً بأن السعيد ينتهي عقده بنهاية الموسم الحالي وتفكيره الجادي في الرحيل، وجد يوسف نفسه أمام خيار "سحري" كان متواجد بالفعل في الفريق إلا وهو تغيير مركز السعيد من جناح إلى صانع ألعاب حر لتكون فرصته الأخيرة لإثبات نفسه وأحقيته ليس في هذا المركز ولكن في الأهلي بشكل عام. وعند بداية الموسم الدوري أصبح السعيد هو منفذ الركلات الحرة المباشرة بكل أنواعها وحصل على مركزه "المفصل" وبالفعل تحقق ما أراده لجميع، فنجم الدراويش سجل 3 أهداف في مباراتين أحدهم من ركلة حرة مباشرة والآخر من ركلة جزاء والأخير من متابعة من منطقة الجزاء. ولكن.. هل هذه ستكون بداية السعيد الحقيقة في الأهلي؟ هل بالفعل كان ينتظر رحيل أبو تريكة ليصبح هو النجم الأول والأبرز في الفريق؟ هل سيستطيع حمل هذه المسؤولية والثقة التي أعطاها له محمد يوسف؟ لما لا.. فنجوم عالمية كثيرة تعرضت لمثل هذا الموقف ولعل الأبرز في تشيلسي حينما كان الإسباني الرائع خوان ماتا هو صانع الألعاب الأفضل في البريميرليج وفي البلوز وعند قدوم مورينيو وظفه في مركز الجناح الأيمن وهو ما أدى إلى هبوط مستواه وانحدار أرقامه الرائعة المعتادة والآن اللاعب على وشك الرحيل... لذا فأن هذا الموسم هو الذي سيكشف عن الإجابة سواء في الدوري أو في بطولة أفريقيا الماضية ولكن على يوسف والأهلي إعطاء السعيد الثقة الكاملة وحرية الحركة في الملعب وعدم التقييد بأي أوامر دفاعية مثل ما كان الأمر مع أبو تريكة.. و"المياة تكذب الغطاس".