أصبحت الدعابة التى أطلقت على مواقع التواصل الاجتماعى حول مصنع الكراسى الذى ينتظر بايرن ميونيخ حين يواجه الأهلى، أصبحت قبضة توجه إلى الفريق وإلى أنصاره، عقابا وأسفا على الخسارة أمام جوانزو.. وهى المباراة التى اكتشف بعدها الجميع أن مصر ليس بها نشاط لكرة القدم منذ ثلاث سنوات، وأن الأهلى عانى من الإصابات، وأنه فريق يحتاج إلى صيانة وتجديد وتشحيم. وأقرأ وأسمع وأشاهد الآن النصوص التى كانت ستكتب بالحبر الأحمر لو كان الأهلى هزم جوانزو على الرغم من توقف النشاط، والإصابات، وكبر سن بعض لاعبيه. لا أدافع عن الأهلى ولكنى أدافع عن كرة القدم وعن الرياضة وعن فكرة ربط النقد بالنتيجة وليس بالأداء، وعن ظاهرة النقد بالمطلق، «بطريقة فريق جبار أو فريق قطران»، والمبالغة فى ذلك. فالفوز يعنى أن الأهلى أقوى فريق فى العالم، والخسارة تعنى أنه الاسوأ فى نفس العالم.. وتندرت يوم فاز الأهلى على ريال مدريد فى مباراة ودية فاعتبرت صحف الأهلى بطلا لأفريقيا وأوروبا، وضحكت كما ضحك غيرى. لقد طرحت سؤالا على الكثيرين: هل كان فوز الأهلى ورادا على جوانزو؟ كلهم قالوا نعم. وهى إجابة تعنى أن الفريق لم يكن بهذا السوء الذى يعرضه الآن لسيوف الجلادين.. وهو قد يتعرض للأسوأ حين يواجه مونتيرى المكسيكى وهو أقوى من جوانزو لأسباب كثيرة.. وفى حالة الخسارة، وهى واردة أيضا، سوف تطالب السيوف برءوس لاعبين كانوا قبل أسابيع فوق أعناق السيافين. حين خسر الأهلى من أورلاندو بايرتس الجنوب إفريقى فى الجونة بثلاثة أهداف ونجا من هزيمة كارثية حقيقية، انتقدت الفريق بقسوة لسوء حالته، فى تلك المباراة التى لم يكن واردا أبدا أن يخرج منها الأهلى فائزا.. وهذا فارق مهم بين المباراتين.. ولو كانت الهزائم الكبيرة أو أى هزائم تصيب الفرق الكبيرة سببا لذبح لاعبين ومدربين، فإن الكثير منهم سيقطع شرايين يده فور انتهاء بعض المباريات كى لا يتعرض لهذا الذبح. شد حيلك يا أهلى.. أمامك مباراة أصعب. وستكون أمام فريق وليس أمام ثلاثة أو أربعة لاعبين «عفاريت» والعياذ بالله.. اليوم مواجهة بين بايرن ميونيخ، وجوانزو الصينى. وهى مباراة بين فريقين لكن هناك من يراها بين مدربين كبيرين، جوارديولا وليبى. من يهزم الآخر؟ يرى الألمان الذين لم يذهب فريقهم خلف مصنع الكراسى، أنهم ذهبوا إلى المغرب للفوز باللقب. بينما قال مارشيللو ليبى بتواضع وذكاء: «قد نلعب مع بايرن ميونيخ مائة مرة ونخسر فى 99 مباراة، وقد نفوز فى مباراة واحدة من المائة. ولعل اللقاء القادم يكون مباراتنا التى نفوز بها».. ما أنتظره فقط هو أن أرى كيف سيخترق بايرن دفاعات جوانزو السهلة التى تبدو فى قوة عساكر الشطرنج، وفكرهم، الكثرة تهزم الشجاعة، وكيف سيوقف جوارديولا رباعى جوانزو الشيطانى؟!