اخبار مصر احتفلت محافظة أسوان، صباح اليوم الثلاثاء، بتعامد الشمس على وجه الملك رمسيس الثاني، داخل معبده بمدينة أبي سمبل، وهي ظاهرة فلكية فريدة، تتكرر مرتين سنويًا، يوم ميلاد الملك في 22 أكتوبر/ تشرين أول، ويوم تتويجه في 22 فبراير/شباط. وحدث التعامد، في تمام الساعة الخامسة، و35 دقيقة (3:35 ت غ)، بحسب تصريحات خاصة لأحمد صالح عبد الله، المدير العام لآثار أبوسمبل، الذي أضاف، في اتصال هاتفي: 'حرصنا على التشديد، بعدم استخدام أو حمل أي شعارات حزبية، أو دينية خلال احتفالية التعامد'. وتابع 'إن نقل ظاهرة التعامد لوسائل الإعلام فى العالم أجمع، هدفها الدعاية للسياحة المصرية، وعودة حركة السياحة مرة أخرى'، حيث تعاني مصر من تدهور كبير في قطاع السياحة، منذ ثورة 25 يناير/ كانون الثاني 2011، ازداد منذ عزل الرئيس المصري محمد مرسي في 3 يوليو/تموز الماضي. وأوضح صالح أن 'تعامد الشمس على وجه الملك رمسيس الثاني ( الذي حكم مصر بين عامي 1279 و1213 قبل الميلاد، وقام بفتوحات عسكرية كبيرة في ليبيا والشام وتتحدث روايات تاريخية غير موثقة عن أنه فرعون النبي موسى)، في 22 أكتوبر، يتواكب مع بداية فصل الزراعة في مصر القديمة، والذي يبدأ في 21 أكتوبر، أما تعامدها مرة أخرى في 22 فبراير، فيحدث مع بداية بداية موسم الحصاد'، مؤكدا 'صعوبة تحديد تاريخ مولد الملك، أو تتويجه، لأنه لم يكن هناك سجل للمواليد في مصر القديمة، بخلاف ما انتشر عن ظاهرة التعامد'. وأشار إلى أن 'أبو سمبل، وما جاورها من مناطق، كان لها أهمية كبيرة في عالم الفلك بمصر الفرعونية، حيث عثر في موقع النبطة الأثرى شمال غرب أبو سمبل على أول بوصلة حجرية وأقدم ساعة حجرية تحدد اتجاهات السفر وموعد سقوط المطر ويرجع تاريخهما إلى 11 ألف سنة'. من جانبه، أكد محافظ أسوان مصطفى يسرى فى تصريحات صحفية سابقة أن 'احتفالية تعامد الشمس تعتبر بمثابة البداية الحقيقية، لعودة الحركة السياحية من جديد، لما تعكسه أهمية هذا الحدث الهام والفريد'. وحضر الاحتفالية التي أقيمت فى ساحة المعبد ، وسط تواجد أمنى مكثف، نحو 3 ألاف شخص من المصريين والأجانب والعرب، بينهم سفراء وفنانون وسياسيون. وقدمت فرق الفنون الشعبية الخاصة بإقليم جنوب الصعيد الثقافى، والنوبة (جنوب مصر) عددا من العروض الراقصة. وفي يوم تعامد الشمس، تخترق الأشعة مدخل المعبد، وتسير بداخلها بطول 60 متراً إلى أن تصل إلى الغرفة المسماه ب 'قدس الأقداس'، وتنير ثلاثة تماثيل فقط، هم تمثال 'رع حور اختي'، والذي يرمز إلى الاتحاد بين 'رب الشمس' (رع)، و'رب السماء' (حورس) ، حسب المعتقدات الفرعونية، وتمثال منحوت للملك رمسيس الثاني، و تمثال 'آمون رع ' (إله الشمس)، ويظل التمثال الرابع في الظلام، وهو ما يعتبره مؤرخون دليلا على براعة المصري القديم، لكون التمثال الرابع هو 'للإله بتاح' وهو 'رب الظلام' فلا يجب أن يضئ. واكتشف معبد أبو سمبل الذي يشهد الظاهرة، الرحالة الألماني 'بورخاردت' فى عام 1813، و أزاح التراب عنه كاملا ، المغامر الإيطالي 'جيوفانى بلزونى' فى عام 1817.