انتقد الكاتب الأمريكي عبد الله شليفر، أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الامريكيةبالقاهرة، التعامل الإعلامي الغربي مع الوضع السياسي في القاهرة منذ الإطاحة بالرئيس محمد مرسي. وقال شليفر-في مقال نشره معهد أبحاث السياسة الخارجية على موقعه الإلكتروني- إنه صدم من التغطية التي وصفها بال"سطحية" للشأن المصري في الإعلام الغربي. وتابع قائلاً "إن المتابع لكتابات صحيفة نيويورك تايمز وأغلب تغطيتها، بالإضافة إلى عدد من المؤسسات الإخبارية الشهيرة، لن يعرف أن تحرك القوات المسلحة المصرية كان ضد حركة سياسية تسعى لفرض نظام سلطوي على الدولة". وأوضح شليفر أن الذين شاركوا ودعوا للتظاهر في رابعة العدوية لم يكن هدفهم الأساسي الديمقراطية، بل كان من أجل الشهادة. وقال عبد الله أيضاً إن المتابع للصحافة الغربية لم يكن ليعلم أن أغلبية الشعب المصري كان مناهض لجماعة الإخوان المسلمين ولاعتصاماتها التي عطلت المرور وعرقلت تعافي السياحة والاستثمار وخلق فرص عمل وتنفيذ القانون. وذكر أن الجيش المصري بعدده الكبير وكونه رمزاً للاستقلال يمثل أكثر مؤسسة تحظى بشعبية لدى المصريين، بالإضافة إلى مؤسسة الأزهر. وأوضح شليفر أن سبب موقف الإعلام الغربي من مجريات الأمور في مصر هو أن الجيش المصري تدخل كي يمنع نشوب حرب أهلية بين ملايين من مؤيدي جماعة الإخوان المسلمين والكثير من معارضي الحكم الإسلامي الديكتاتوري، وقال إن الحرب الأهلية هو ما كان يريده الإعلام الغربي لأنه مادة إعلامية جذابة يمكن التركيز عليها أكثر. وذهب الكاتب الأمريكي إلى أن القليل من وسائل الإعلام الغربية رصدت التضييق على حرية الإعلام خلال عهد الرئيس المعزول محمد مرسي، وهو ما تحاول أغلبية وسائل الإعلام الغربية التغطية عليه بالتركيز على القنوات التي أغلقت بواسطة الجيش بعد الإطاحة به. وأرجع شليفر عداء الصحافة الغربية للجيش المصري وانتقادها له إلى عدم الإرتياح الذي يشعر به القائمين على هذه المهنة خاصاً الصحفيين الأمريكيين، لأن ممارسات الجيش الامريكي في فيتنام وأفغانستان والعراق تُستحضر في ذهنهم. وفي سياق تحليلك، قال شليفر إنه دائما ما يكون الجيش والإعلام طرفين متنافرين، لأن الصحافة بالأساس تقوم على النقد وهذه هي "فضيلة الصحافة"، أما العسكرية تقوم على الطاعة وتنفيذ الأوامر والشرف واحترام الدرجات الأعلى.