منتجات ودمى جنسيَّة ممنوعة وراء الأبواب! انتشرت مؤخرًا العديد من المواقع التي تعرض منتجات تصفها بأنَّها منتجات "جنسيَّة" لمن أراد المتعة الجنسيَّة بصور مختلفة وغريبة، وتروِّج هذه المواقع لمنتجاتها بأنَّها قادرة على تقديم المتعة الجنسيَّة بشكل غير مسبوق، وبقدرتها على إيصال المنتج بأمان كامل بعيدًا عن العيون، وبضمان 100 %. وكان من ضمن هذه الإعلانات على سبيل المثال: "تحقيق الأحلام أصبح حقيقة مع سلسلة متاجر ومواقع ...، حيث أصبح بإمكانكم تسوُّق منتجات ممنوعة وطلب خدمات حصريَّة بالدُّول العربيَّة بأمن كامل وضمان 100 %، ويحتوي المتجر على عدَّة أقسام، من أهمِّها: قسم الألعاب والدمى الجنسيَّة، كما يعدُّ المتجر الأفضل والأول من نوعه في تقديم خدمات جنسيَّة، إذ يمكنكم طلب أيّ سلعة ممنوعة بسهولة، وتصلكم لمدينتكم عبر أحد مندوبينا بكل أمان وسريَّة ". وأصبحت العديد من هذه المتاجر والمواقع توفِّر مثل هذه المنتجات التي تحظى بنسب طلب لا بأس بها؛ لأنَّ هذه الألعاب والدُّمى عبارة عن تقليد لجسم المرأة بما يحقق الاستثارة والمتعة للرَّجل بشكل سريّ دون محاسبة اجتماعيَّة، وقد يظنُّ البعض أنَّها أقل وطأة من حرمة ارتكاب الزِّنا فيُقبل عليها. وحول مثل هذه المنتجات استشرنا الدكتورة "منى الصواف" مستشارة "سيِّدتي" في العلاقات والمشكلات الحميمة، والتي أخبرتنا عن تأثير استخدام هذه المنتجات من النَّاحية الطبيَّة والنفسيَّة والجنسيَّة قائلة: "أعتقد أنَّه من العبث ما أصبحنا نراه من الاستخفاف بالعلاقات الإنسانيَّة، وما بدأ يروِّج له بعض المروِّجين لسلع جنسيَّة، ولا أقول حميمة فهي أبعد ما تكون عنها، أو حتى العلاقات الإنسانيَّة العاديَّة، فبدأنا نرى بعض هذه المنتجات يروّج لها تحت أعذار غير مقبولة اجتماعيًا ولا حتى من الناحية العلميَّة . ومن المعروف علميًا أنَّ هناك فرق بين الأدوات التي تستخدم كمحفِّزات لتحسين الأداء الجنسيّ الميكانيكيّ، وبين البدائل الفيزيائيَّة عن بعض الأعضاء الخاصَّة لدى الرَّجل أو المرأة، وحتى نفهم حقيقة خطورة مثل هذه الألعاب مقارنة بمنافعها المحدودة، لابدَّ أن نعلم أولاً أنَّ العلاقة الحميمة الحلال لم تكن أبدًا لإشباع الرغبات الجنسيَّة فقط، بل للحفاظ على النَّوع البشريّ لإعمار الأرض عن طريق استمرار التناسل والإنجاب، وللشُّعور بالمودَّة والرَّحمة والعلاقة العاطفيَّة التي تتولَّد بين الزَّوجين مع العشرة ومرور الوقت، وحتى من اللحظة الأولى لنشأة هذه العلاقة النَّبيلة. وقد أثبت العلم أنَّ الزَّواج النَّاجح يعدُّ أحد أهم العوامل الإيجابيَّة التي تساعد على الحماية من الكثير من الاضطرابات النفسيَّة، مثل: الشُّعور بالوحدة، واضطرابات الاكتئاب، إضافةً إلى أنَّه يساعد على التقليل من الآثار السلبيَّة لبعض الأمراض النفسيَّة مثل مرض الفصام". وتُخبرنا "الصواف" عن إيجابيَّات وسلبيَّات هذه المنتجات، بقولها: "تتمثَّل الإيجابيَّات في ما يلي: قد تساعد على الممارسة الجسديَّة الميكانيكيَّة فقط لدى من يستخدمها، وهي هنا تشبه الدور الذي تؤدِّيه العادة السريَّة أو ما يُعرف ب"الممارسة الذاتيَّة". الرِّبح الماديّ للمنتجين والمصنِّعين لهذه الألعاب، خاصَّة أنَّ الإقبال عليها كما يعتقدون سيكون مذهلاً. أمَّا السلبيَّات فهي: مخاطر التَّشجيع على استباحة الاعتياد عليها بديلاً للزَّواج، مما يؤدِّي إلى تفكك نواة المجتمع "الأسرة" لتصبح أفرادًا بدلاً من الأسر. زيادة العزلة وعدم تحفيز الرِّجال الذين يعانون من اضطرابات التَّواصل الاجتماعيّ، وعدم تشجيعهم على طلب العلاج، والاكتفاء فقط بهذه الوسيلة الميكانيكيَّة في طلب المتعة الجنسيَّة المنقوصة. انخفاض معدَّل الإنجاب، وعدم تحمُّل مسؤوليَّات الزَّواج من قِبَل الرِّجال، مما ينتج عنه ازدياد في معدَّل العنوسة بين النِّساء، ويعلم الجميع خطورة مثل هذا الأمر، ففي الوقت الذي يتَّجه المجتمع الغربيّ إلى التَّشجيع على الزَّواج، نجد بعض الأشخاص من أمثال المروِّجين لمثل هذه السِّلع يدعون إلى الاكتفاء الذاتي.