أكد د.أيمن الصياد مستشار رئيس الجمهورية إن فلول النظام السابق يحاولون استغلال الظرف الراهن الذي تمر به البلاد لإعادة إنتاج النظام القديم. وشدد علي أن الأزمة الحقيقية تكمن في حالة الاستقطاب الحاد التي يعاني منها المجتمع المصري حاليا وليس الإعلان الدستوري في حد ذاته. وقال الصياد في تغريده له علي حسابه الشخصي بموقع تويتر بعنوان "يدا واحدة إن أردنا" توصيفا لبعض جوانب المشهد الحالي فربما نجده يتلخص في الآتي: رغم ما يبدو على السطح، فحقيقة الأمر أن جوهر الأزمة ليس في الإعلان الدستوري الأخير في حد ذاته، وإنما في حالة الاستقطاب الحاد الذي ضرب أطناب المجتمع المصري، بغض النظر عن الأسباب التي أدت إليه . وأضاف الصياد قائلا: " وطبقا للديموقراطية التي نقول أننا نحترمها واحسبنا كذلك، والتي باسمها نرفض أي تغول يسمح بالاستبداد، فعلينا الإقرار بأن لدينا رئيس "منتخب" وعليه فإن أي كلام أو اقتراحات أو مطالبات هي تدور بالتأكيد خارج هذه الدائرة. وأشار الصياد إلى إن المصريين الذين خرجوا إلى الميادين في هذا الثلاثاء الغاضب، لم يخرجوا استجابة لالتزام حزبي، أو بتعليمات من جماعة هم أعضاؤها، وإنما قلقا على ثورة تصوروا أنها قد تضيع وأوضح الصياد : ومن القلب من هذه الثورة ما جسدته يوما ما في شعار "يد واحدة". ولذلك كانت حركتهم "العفوية" تأكيدا على حقيقة أنهم جميعا "شركاء" في بناء مستقبل هذا الوطن . وأضاف أن المستفيد الوحيد مما يجري الآن، هم الذين يحاولون إعادة إنتاج النظام القديم، بعد أن كان قد بدا أن البعض قد جنح "بجموحه" بعيدا عن المياه الهادئة التي هي طبيعة شعبنا الطيب ، وبعد أن غفل البعض للأسف عن خطورة أن يؤدي الاستقطاب بين "رفاق الميدان" الى أن ينتهز الآخرون الفرصة فيقفزون داخله. وأكد الصياد أن التاريخ، كما تعلم دارسوه، لا يكرر نفسه حرفيا أبدا خاصة إذا تغيرت قواعده وسياقاته "وشخوصه" وعليه فإن استدعاء ما جرى في 15 مايو 1971، وقبله ما وقع في 1954 أو 1969، يحتاج إلى شيء من الحذر. وأوضح أن مشاهد الأيام الثمانية عشرة (25 يناير - 11 فبراير 2011) قد استقرت في الذاكرة الجمعية للمصريين، وخاصة الهتاف الأعلى صوتًا " الشعب يريد إسقاط النظام"، والذي يبقى ملمحه الرئيس في الوعي الجمعي للمصريين متمثلا في في استئثار "فريق ورئيس" بالسلطة، وإقصاء الآخرين وهو الآمر الذي أصبح لدى المصريين بعد يناير وبسببه "حساسية" خاصة تجاه أي نسائم تحمل تلك الرائحة. وقال مستشار الرئيس "إذا كنا نتفق ونعرف أن هناك تحديات كبرى، إن على صعيد الوضع الاقتصادي أو حتى الأمن القومي فالحكمة تقول أن السلاح الأول لمواجهة هكذا تحديات يتمثل في "وحدة الجبهة الداخلية" ولهذا معناه ومفهومه واستحقاقاته. وأشار الصياد قائلا " تأتي المبادرات التي قد لا تكون متطابقة، ولا ينبغي أن تكون ولكنها تتفق جميعا على منهجية الرجوع إلى الشعب صاحب السلطة الأولى والأخيرة ، سواء وجد بعضها الحل في استفتاء على الإعلان الدستوري ذاته، أو اتجه بعضها الآخر "إلى الأمام" باعتماد دستور جديد "مؤقت" يقوم على نصوص دستور 71 المعطل (مع التعديلات التي أدخلت عليه) وأستفتي عليها الشعب في مارس 2011 في أول مشهد "ديمقراطي" لما جرى في 25 يناير. وأضاف الصياد أنه لابد من الدعوة الى الاستفتاء على هذا الدستور الجديد، لنتمكن بعدها مباشرة من استكمال مؤسسات الدولة التشريعية ، ثم نفرغ للبناء ومواجهة تحديات كبرى، لا بد أن نواجهها جميعا "يدا واحدة"." واختتم تغريدته قائلا " أما عن الدستور الدائم والذي أتفهم رغبتنا جميعا في كتابته معبرا عن عصر وواقع جديد، فيأتي وقته لاحقا بعد أن تكون الأوضاع استقرت وعاد المصريون كما كانوا عشية الحادي عشر من يناير 2011 "يدا واحدة". ..