توقيع مذكرة تعاون بين مصر والصين في الموارد المائية

وقع وزير الموارد المائية والري، د.محمد بهاء الدين مع وزير الموارد المائية الصيني تشن لي، مذكرة تعاون بين الوزارتين.
وتتضمن مذكرة التعاون دعم وتقوية التعاون الثنائي في مجال الموارد المائية والتطبيقات الحديثة والتكنولوجية في الري واستراتيجيات وسياسات توفير المياه وتبادل الخبرات والتدريب المشترك.
وقال وزير الموارد المائية والري، في تصريحات خاصة لوكالة أنباء وكالة أنباء الشرق الأوسط، قبيل مغادرته للعاصمة بكين في ختام زيارة رسمية للصين استمرت عدة أيام، إن الزيارة حققت مجموعة كبيرة ودفعة جديدة للتعاون المصري الصيني في مجالات الري والزراعة، ويمكن وصفها بأنها نموذج للتعاون في مجالات أخري، خاصة لما للبلدين من علاقات تاريخية ومتنامية على المستويين الشعبي والرسمي.
ووصف بهاء الدين، الصين بالدولة الكبيرة والتي لها خبرة كبيرة فيى مجالات الزراعة والري وحققت خطوات كبيرة ومتقدمة في تكنولوجيات الري والمياه وبناء وصيانة السدود والبحيرات .. مشيرا إلى أنه نظرا لكون الصين دولة متقدمة وقادرة على زراعة حوالي 60 مليون هكتار من تحقيق نتائج مبهرة لمحاصيل عالية الجودة، فإنه يمكن لمصر الاستفادة من هذه التجربة من خلال التوسع الرأسي فى الزراعة لزيادة الانتاجية
الزراعية .
وأضاف بهاء الدين أن مذكرة التفاهم بين البلدين تضمنت تحديد سبل التعاون عبر استخدام الأساليب الحديثة والتكنولوجية المتقدمة التي ابتكرتها الصين، والاستفادة منها للتخلص من الروسبيات في بحيرة ناصر، إضافة لتبادل الخبرات في مشروعات الري والموارد المائية، فضلا عن تشجيع التعاون بين الشركات المصرية والصينية العاملة في مجالات المياه وبناء القناطر والسدود وغيرها .
وأشار إلى أن المذكرة الموقعة تتضمن أيضا إمكانية تبادل الوفود من المهندسين للتدريب في كل من الصين ومصر وتنفيذ أبحاث ومشروعات مشتركة والإطلاع على الأساليب التكنولوجية الحديثة في مجالات الري وصيانة السدود وتوفير المياه والطاقة، إضافة لتنظيم دورات متخصصة فى عدة مجالات للتعاون المشتركة كصيانة شبكات الري، ومشروعات مائية وكهرومائية وتفعيل مفهوم الإدارة المتكاملة للموارد المياه لضمان أفضل توزيع لها من خلال التعاون البحثي والتنفيذي في مجالات مختلفة كمجالات تحلية مياه البحر وإعادة استخدام مياه الصرف الزراعي والصحي .
وقال بهاء الدين، إنه وجه الدعوة لنظيره وزير الموارد المائية الصيني تشن لي، لزيارة مصر والإطلاع على التجارب المصرية في مجالات الري والزراعة، وزيارة بعض المشروعات الكبرى فى مصر كالسد العالي وقناطر أسيوط، متوقعا أن يقوم الورير الصيني بزيارة مصر في أقرب وقت ممكن .
وأضاف بهاء الدين إن الوفد الرسمي المصري خلال زيارته للصين حضر المنتدى العالمى للزراعة والأمن الغذائي التاسع عشر، وأسبوع الزراعة المتقدمة الذي اختتم مؤخرا، حيث ألقت مصر كلمة أمام الوفود الدولية المشاركة عرضت خلالها نشاطها وخبرتها في مجال الزراعة والتطبيقات الحديثة في توفير المياه .
وأشار إلى أن الوفد زار العديد من المشروعات الصينية الكبرى في مجال المياه وتكنولوجيا الري والزراعة وبناء السدود وصيانة البحيرات، ومن بينها مشروع سد "الخوانق الثلاثة" على النهر الأصفر بمقاطعة يانجتسى الصينية، والذي يعد أكبر مشروع للتحكم فى المياه وبه أكبر محطة لتوليد الكهرباء بالعالم تعتمد التكلفة الكهربائية الرخيصة والصديقة للبيئة ويصرف حوالي 45 مليار متر مكعب من المياه .
وأضاف أنه تم الإطلاع على تجربة مبتكرة ومبهرة للصين في مجال عبور السفن النهرية لهويس المياه والتي لا تعتمد على تفريغ المياه أو ملئ الخزانات الضخمة للوصول الى الارتفاع والانخفاض المطلوب لمنسوب المياه، وهو ما يتم العمل به في معظم دول العالم ومنها مصر كما هو الحال بهويس أسنا، ولكن هذا الابتكار الصيني الجديد هو عبارة عن ما يشبه "أسانسير ضخم " يستطيع حمل السفينة أو العبارة النهرية من المنسوب العالي للمياه إلى المنسوب المنخفض والعكس بدون الحاجة لتقنيةملئ وتفريغ المياه، من المقرر أن تبدأ الصين في العمل به بداية من العام 2015 .
وأشار أيضا إلى أن الوفد المصري قام بزيارة لمعهد الموارد المائية والطاقة الصيني، والذي يعتمد على تكنولوجيات متقدمة في مجال معالجة الروسوبيات فى الخزانات والبحيرات، وبه معمل خاص عبر التحكم الآلي وابتكار برامج "السوفت وير" الخاصة بأساليب التحكم عن بعد وإدارة المشروعات ومنها المائية وإدارة السدود والتحكم في المياه ومعالجتها وغيرها.