اتهم رئيس الوزراء التركي طيب أردوغان الزعماء الأكراد، الثلاثاء 30 أكتوبر، بالنفاق اذ قال إنهم يصدرون أوامرهم لأتباعهم المعتقلين بالإضراب عن الطعام فيما يتناولون هم الكباب. ويرفض نحو 900 شخص أودع معظمهم السجون في أكثر من 50 معتقلا تناول الطعام منذ 49 يوما بسبب تصاعد العنف بين قوات الجيش التركي والعناصر المسلحة بحزب العمال الكردستاني الذي تعتبره الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي جماعة إرهابية. وفي أول تصريحات علنية عن الاضراب عن الطعام قال أردوغان أمام أعضاء حزب العدالة والتنمية في البرلمان إن "تجار الموت" يتلاعبون بالمحتجين في إشارة إلى قيادات حزب العمال الكردستاني وحلفائه السياسيين. وأضاف انه سيقاوم ضغوطا كي يرضخ أمام مطالب بمنحهم مزيدا من الحقوق. وقال أردوغان "كما لو كانت القسوة التي يقترفونها في الخارج ليست كافية فان المنظمة الإرهابية والجماعات التي تخضع لسيطرتها يتحولون الآن للسجون، إنها تصدر تعليماتها للمتعاطفين معها في السجون (للانضمام) إلى إضراب عن الطعام من اجل تحقيق مطالبها السياسية." وكان حزب العمال الكردستاني قد شن هذا العام اشد هجماته خلال ما يزيد على عقد من الزمن فيما تصاعد التوتر بين تركيا وجارتها سوريا. وتتهم أنقرةدمشق بتسليح حزب العمال الكردستاني بغرض إنزال العقاب بأردوغان لانتقاده الحملة الدموية التي يشنها الرئيس السوري بشار الأسد على الانتفاضة الشعبية المستمرة في البلاد منذ 19 شهرا. وتتبادل القوات التركية والسورية قصف أراضي الطرف الآخر في منطقة الحدود بينهما خلال الأيام الثلاثين الماضية في هجمات انتقامية. وقال أردوغان إن أعضاء البرلمان الذين ينتمون لحزب السلام والديمقراطية المؤيد للأكراد ينفذون رغبات حزب العمال الكردستاني من خلال تحريض الأكراد في السجون على الاحتجاج. واضاف "من جهة فانكم تتناولون كباب الضأن ومن جهة اخرى فانكم تقولون لأولئك المودعين بالسجون 'موتوا خلال الاضراب عن الطعام". وكان أردوغان قد قال مرارا إن حزب السلام والديمقراطية مرتبط بحزب العمال الكردستاني إلا أن الحزب ينفي وجود علاقة مباشرة قائلا ان الجماعتين لديهما قاعدة تأييد مشتركة. وقالت رابطة حقوق الإنسان التي تتخذ من أنقرة مقرا لها إن معظم المضربين عن الطعام يقضون أحكاما بتهمة الانتماء لحزب العمال الكردستاني أو جماعة متحالفة معه. ويطالب السجناء بتحسين ظروف اعتقال زعيم حزب العمال الكردستاني عبد الله أوجلان وبمنحهم الحق في الإدلاء بشهاداتهم باللغة الكردية الأم أمام المحاكم وان تكف الحكومة عن اعتقال ومقاضاة النشطاء الاكراد. ويقاتل حزب العمال الكردستاني الدولة التركية منذ عام 1984 لإقامة وطن للاكراد، وقتل في الصراع ما يزيد على 40 ألف شخص أغلبهم أكراد. ورغم الإصلاحات العديدة التي نفذتها حكومة أردوغان لمنح مزيد من الحقوق الثقافية للأكراد منذ توليها السلطة قبل عقد إلا أنها اعتقلت ولاحقت قضائيا آلافا من المحامين والسياسيين والأكاديميين والنشطاء الأكراد في السنوات القليلة الماضية للاشتباه بأن لهم لهم روابط بحزب العمال الكردستاني.